كتبت /نادية صالح
أمراض الفطريات للانسان تقتل فى صمت وتسبب البؤس للملايين
الأعداد التى تموت من الأمراض الفطرية أكثر من تلك التى تموت بسبب السل أو الملاريا
تعتبر الأمراض الفطرية الجلدية أكثر الأمراض شيوعا على سطح الكرة الأرضية بعد الصداع وتسوس الأسنان تصيب الأمراض الفطرية البشرية الأشخاص الأكثر إنتاجية من الناحية الاقتصادية، خاصة في مرضى السل والإيدز والسرطان، ولها تأثير غير مباشر على الاقتصادات فى الدول
يمكن تقسيم الأمراض الفطرية إلى فئتين: التى تصيب المرضى بالمستشفيات وتلك المرتبطة بالمجتمع يتم تعريف الأمراض الفطرية في المستشفيات على أنها تلك المكتسبة في بيئة الرعاية الصحية وهي داء فطري انتهازي دائمًا. على النقيض من ذلك ، لا تشمل العدوى الفطرية المرتبطة بالمجتمع الفطريات الانتهازية فحسب، بل تشمل أيضًا الفطريات المتوطنة، والتي تكتسب قابلية الإصابة بالعدوى من خلال العيش في منطقة جغرافية تشكل الموائل الطبيعية للفطريات الممرضة وامتلاك عوامل خطر مؤهلة.
أهملت أمراض الفطريات البشرية من قبل المجتمعات و الحكومات لفترات طويلة رغم أنها تصيب أكثر من مليار شخص حول العالم و تؤدي الى ما يقرب من 11,5 مليون حالة إصابة خطرة و أكثر من 1,5 مليون حالة وفاة كل عام على مدار ال20 عام المنقضية كان هناك تقدم ملحوظ في طرق تشخيص أمراض الفطريات و كذلك الأدوية المضادة للفطريات و لكن معظم سكان العالم لم يستفيدوا من هذا التقدم حتى الآن إن كثيرا من التخصصات الطبية تناظر حالات لمرضى مصابين بالأمراض الفطرية منهم الممارسين العموم و أطباء الأطفال و أطباء الأمراض الجلدية و أطباء العيون وأطباء الأورام وأطباء الرعاية المركزة في المستشفيات و أطباء مرض اﻹيدز و كذلك جراحي الأنف و الأذن و الحنجرة و أطباء الأمراض الصدرية ونظرا لنقص آليات تشخيص وعلاج هذة الأمراض يتم إهمالها ممايزيد من معاناة المرضى المصابين.
في البلدان المتقدمة التي تمتلك منظومة صحية متكاملة يتم تشخيص و علاج الأمراض الفطرية بنسبة كبيرة وعلى النقيض من ذلك٬ الدول ذات الدخل المنخفض و المتوسط لا تتوافر فيها الأدوات التشخيصية والأدوية المضادة للفطريات باﻹضافة إلى عدم كفاية تدريب العاملين بمؤسسات الرعاية الصحية مما يؤدي إلى زيادة أعداد الوفيات من أمراض الفطريات بشكل كبير.
صنفت منظمة الصحة العالمية أمراض الفطريات ضمن قائمة الأمراض المعدية الخطيرة فى أحدث تصنيف لها عام 2018 و أوضحت أن أمراض الفطريات تصيب اﻹنسان في جميع أعضاء جسمه بدءا من الجلد و حتى الأعضاء الداخلية علاوة على أن أمراض الفطريات تؤثر في معدلات الشفاء من بعض الأمراض العضوية الخطيرة مثل السرطان و الفشل الكلوي و جراحات الجهاز الهضمي و مرضى الرعاية المركزة مما يزيد من معدلات الوفيات كما أعلنت المؤسسة العالمية لمكافحة أمراض الفطريات عن حملتها للعمل على توفير تشخيص و علاج جميع أمراض الفطريات بنسبة 95% على الأقل بحلول عام 2025 وقد طالبت كل دولة بإنشاء معمل مرجعي لتشخيص أمراض الفطريات و توفير فريق من الخبراء وعمل ملف تشخيصي متكامل لكل أمراض الفطريات المعروفة في اﻹنسان وكذلك التي يتم اكتشافها تباعا، كما قامت بتعيين سفيرا لهافي كل دولة ليكون منسقا عاما ﻹدارة هذا الملف في بلده.
في مصر تم إعلان الأستاذ الدكتورشريف زكي أستاذ الفطريات الطبية بكلية العلوم جامعة عين شمس سفيرا للمؤسسة العالمية لمكافحة أمراض الفطريات منذ عام 2015و قد قام الدكتور شريف زكى بحضور جميع فعاليات المؤسسة كما قام بتشخيص الحالة المصرية من خلال نشر بحث في عام 2017 في المجلة الأوروبية للأمراض المعدية و هي مجلة ذات سمعة عالمية ومعامل تأثير قوي قام فيه بعمل تقديرا مبدئيا لعدد المصابين بأمراض الفطريات من المصريين في العام الواحد بما يقدر ب2 مليون فرد تقريبا كما أشار إلى ضرورة توفير المعمل المرجعى المتخصص في تشخيص أمراض الفطريات في اﻹنسان بمصر لكي يعمل على إتاحة تشخيص جميع أمراض الفطريات البشرية والمساعدة فى تقديم العلاج الملائم لكل فرد يعيش على أرض مصر.
