*وكيل الأزهر: تكريم حفظة كتاب الله جزء من حقهم وحق والديهم*
*وكيل الأزهر لأولياء المكرمين: أكرمكم الله كما أكرمتم أبناءكم*
*وكيل الأزهر: تكريم حفظة القرآن وتوقيرهم من إجلال الله سبحانه وتعالى*
*وكيل الأزهر للمكرمين: أنتم في مرتبة عليا بين الناس.. فلا تضيعوا القرآن ولتكن أخلاقكم على قدر ما تحملون منه*
أكد فضيلة أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، أن أي تكريم مهما بلغ لا يوفي هؤلاء الحفظة الكرام حقهم، بل هو جزء من حقهم علينا، فهم يحملون في قلوبهم القرآن العظيم، وهو كلام الله العزيز، وإن هذا التكريم ليس لهم فقط، بل هو للوالد الذي رعى ولده ليحفظ، وللأم التي أعانت ولدها على الحفظ، وأقول لهما من مكاني هذا: أكرمكم الله كما أكرمتم أبناءكم، ورزقكم برهم، وأحب أن أذكركم بأن العلاقة مع القرآن لا تنتهي عند حفظه، وإنما تمتد إلى معانيه، وتحويلها إلى واقع عملي، وخلق واقعي، تأسيا بسيد الأولين والآخرين.
وأوضح وكيل الأزهر خلال كلمته باحتفالية الجامع الأزهر لتكريم الأوائل من الفائزين في مسابقة بنك فيصل الإسلامي المصري لحفظ وتجويد القرآن الكريم، أن الكلام عن القرآن الكريم، وفضائل حفظه، ومنزلة أهله أمر محبب إلى النفس، ولم لا! وهم الذين خصهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم بالشرف فجعلهم أهل الله وخاصته، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم لأصحابه مبينا منزلتهم: «إن لله أهلين من الناس، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، ولأجل منزلة أهل القرآن العالية كان إكرامهم وتوقيرهم من إجلال الله سبحانه وتعالى، كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبيّن فضيلته أن القرآن الكريم هو العمل الدائم الذي يتصل ثوابه أبد الدهر حتى يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، وهو المعجزة الخالدة الباقية التي تعصم الأمة من الغواية، وتصون أبناءها من العماية، وبقدر تمسك الأمة به تبقى عزيزة، قال صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ، وأن تواتر القرآن ليذكرنا بأنا أمة لها تاريخ، وأننا مهما حاول المعرضون تزييف تاريخنا أو تحريف أفكارنا فإن هويتنا راسخة كالجبال الشُّمِّ.
وأكد وكيل الأزهر أن فصاحة ألفاظ القرآن وعذوبة كلماته لتذكرنا بما يجب أن نتحلى به من جمال، وأن آياته لتذكرنا بالأخلاق التي يجب أن نكون عليها، وإن أوامره لتذكرنا بأننا أمة العلم والعمل، وأننا أخرجنا للناس نحمل الخير لهم عقيدة وشريعة وسلوكا، ولا يخفى على أحد أن الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية دعوية تقوم على أداء مهمة جليلة ألا وهي الحفاظ على القرآن الكريم وسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وحتى يؤدي الأزهر الشريف هذه الرسالة على أكمل كان لزاما على القائمين عليه أن يدركوا أهمية تلك الرسالة قياما بدور الأزهر الأعلى، واضطلاعا برسالته الأسمى، وهي حفظ كتاب الله – تعالى – وبتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، أشرف الأزهر على هذه المسابقةالمباركة، لاكتشاف حفظة كتاب الله من النشء الذي نعدهم لغد، ونشد على أيديهم، لمستقبل مضيء إن شاء الله تعالى.
وبين الدكتور الضويني أنه قد تقدم للمسابقة خمسة آلاف متسابق، ما بين السادسة والاثني عشرة من أعمارهم، عقدت لهم امتحانات على مراحل متعددة، في محافظاتهم تسهيلا على المتسابقين، ووصولا إليهم، حتى كانت التصفية النهائية في رحاب الجامع الأزهر الشريف، وتم اختيار أكثرهم إتقانا للحفظ والتلاوة، فكان حري بنا أن نحتفل بهذا النشء المشرف، ولا بد لنا من أن ننبههم إلى أمر غاية في الأهمية، ألا وهو: إنك بحفظك كتاب الله – تعالى – فأنت في مرتبة عليا بين الناس، فاحفظ القرآن ولا تضيعه، وتعهده بالمراجعة، والفهم، ولتكن أخلاقك على قدر ما تحمل بين جنبيك، فإنه نور تسعى به في الدنيا والآخرة، فلا تكن سببا في نفور الناس منه، وإنما كن دليلا إليه بأخلاقك، وسلوكك في مجتمعك وأهلك.
واختتم وكيل الأزهر أننا نحتفل اليوم بهذه الكوكبة من أبنائنا حفظة القرآن الكريم، مشيدا بدعم ببنك فيصل الإسلامي، لهذه المبادرة الكريمة، التي تدل على وعي، واهتمام بالأجيال القادمة، وبصيرة بالطريق المستقيم لها؛ لتنجو من براثن الفتن، وإنا لنرجو أن تنتشر هذه المبادرات، في مصر وجميع الدول العربية والإسلامية، فلا خوف على جيل يرعاه آباؤه، ويتعهدونه بالعلم الصحيح، والرعاية الأخلاقية والأدبية؛ لينشأ صالحا، لنفسه، مصلحا لمجتمعه.
وتم تكريم الأوائل من الفائزين في مسابقة بنك فيصل الإسلامي المصري لحفظ وتجويد القرآن الكريم، وعددهم (32) طالبا وطالبة من إجمالي المتقدمين للمسابقة وعددهم (5000)، حيث تقدم (2000) طالب لمستوى القرآن كاملا، وعدد (1500) طالب لنصف القرآن، وعدد (1500) لربع القرآن.