قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر، خلال كلمته في ملتقى شبهات وردود بعنوان “الزواج الميثاق الغليظ واستقرار المجتمع”، والذي عُقد بالجامع الأزهر، إن الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، ولا يسر أحد أن يرى يوميا تزايد معدلات الطلاق، ولا أن يستقبل مركز الفتوى بالجامع هذا العدد الهائل من الأسر التي تأتي لعرض مشاكلها حوله، متسائلا لماذا تستمر تلك الشكاوى بين الزوج والزوجة؟ مشددا أن بلادنا تحتاج إلى استقرار أكثر مما هي عليه ولن يتحقق هذا الاستقرار إلا باستقرار اللبنة الأولى وهي الأسرة.
وانتقد الدكتور فؤاد بعض البرامج والمنصات الإعلامية التي تتناول مشاكل وقضايا الأسرة تناولا سلبيا وعلى رأسها الزواج، مشددا أن الحرية التي تدعيها بعض البرامج في عرض المحتوى أُسيء استخدامها، فبدلا من النصح والإرشاد نراها تلقي باللوم على أحد دعائم الأسرة مثل ما حدث في تناولها لمسألة الرضاعة والطاعة مثلا، وتركت الحديث عن المودة وحسن الخلق، وإظهار المحبة بين الطرفين التي هي بساط الأسرة، موصيا الشباب أن يتخيروا نطفهم، والفتيات عدم المبالغة في المهور.
وأوضح الدكتور علي مهدي أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، أن الزَّواج في الإسلام آية من أعظم آيات الله وميثاق سمَّاه الله -سبحانه وتعالى- مِيثاقًا غليظًا، ومنظومة مُتكاملة تحفظ حقوق الرَّجل والمرأة، وبقاء زواجهما، وسعادتهما، وتحفظ ما ينتج عن علاقتهما داخل إطاره من أولاد، موجها الحديث حول المقاصد الشرعية للزواج، لافتا أن الزواج عقد مهم للغاية اهتم به الإسلام وليس مسألة عابرة، ولذا فإن الأزهر الشريف أطلق له الكثير من الحملات التوعوية والدورات التدريبية للمقبلين عليه، مضيفا أن عقد الزواج فى الإسلام يبنى على التكامل والإنسانية، ولذا عبر القرآن الكريم عن العلاقة بين الزوج وزوجته بقوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}.
من جانبه قال الدكتور خالد نصر، عميد كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالمنوفية، إن الزواج سنة من سنن الأنبياء والرسل، وقال الله تعالى {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} فحرص عليه النبي الكريم بنفسه واهتم بتزويج الشباب والإصلاح بين الزوجين، مشيرا أن الزواج الناجح صمام أمان للمجتمع ويتطلب أركان من أهمها المودة والرحمة والسكن والبعد عن التعامل بالندية لتحقيق السلام النفسي والجسدي، لذا فإن المتأمل لحياة المسلمين الأوائل يجدها مستقرة وناجحة وسعيدة، ولذا أنتجت أجيالا صالحة.
ودارت الأسئلة التي ألقاها الحضور حول صعوبة إتمام الزواج وتكاليفه، وكيفية التيسير في أمور الرزق وتأثير عدم الزواج أو تأخره على العقيدة، كما تناولت طاعك الزوجة لزوجها، وضرورة تحلي الرجل بالحكمة والصبر، وركزت بعضها حول التغالي في المهور والمزايدة في طلبات الزواج.
ويعقد الجامع الأزهر الشريف، ملتقى شبهات وردود، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، للرد على الكثير من الشبهات التي يرددها البعض، وتفنيدها من قبل علماء من مختلف التخصصات بالأزهر الشريف، لتصويب المفاهيم المغلوطة الدائرة في أذهان المواطنين، وتوضيحها بالأدلة القاطعة عقلا ونقلا، وفتح حوار مع الجمهور حول هذه القضايا للإجابة على كافة التساؤلات.