*ورش فنية لترميم المخطوطات والوثائق التاريخية بجناح الأزهر في معرض الكتاب*
*متحف المخطوطات بجناح الأزهر: المحافظة على التراث الإسلامي حائط صد قوي أمام الغزو الثقافي*
*متحف المخطوطات بمعرض الكتاب: الترميم جزء أصيل من رسالة مكتبة الأزهر*
جذبت أعمال الورشة الفنية لترميم المخطوطات والوثائق والكتب التاريخية في جناح الأزهر رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته (54)، حيث قام الباحثون من مكتبة الأزهر بأعمال الترميم بأدوات وأجهزة مخصصة، حيث تهدف أعمال الترميم إلى محاولة إعادة المخطوطة أو الكتاب إلى صورتها الأصيلة والحفاظ عليها من التلف أو الأعراض التي تؤثر على جودتها.
يقول الأستاذ مجدي حامد، رئيس الإدارة المركزية لمكتبة الأزهر، الخبير في مجال ترميم المخطوطات، إن المحافظة على التراث الإسلامي حائط صد قوي أمام الغزو العلمي والفكري المتطرف، فالأمة الإسلامية تمتلك تراثًا كبيرًا وعريقًا تتميز به بين الأمم، وهذا التراث بحاجة دائمًا إلى الحماية والصيانة وخصوصًا في ظل تزايد عوامل التلف والتدمير وهو أمر ليس باليسير، ولكن المكتبة تزخر بمجموعة متميزة وهم قادرون دائمًا على القيام بدور فعال في ترميم نفائس العلوم والحفاظ عليها وصيانتها، وتشتمل إدارة ترميم وصيانة المخطوطات والوثائق على معملين للترميم اليدوي والآلي ومعمل للمعالجات الكيميائية ومعمل للتجليد، ويعد الترميم جزءًا أصيًلا من رسالة مكتبة الأزهر.
الدكتور محمد القبيصي، المتخصص في ترميم المخطوطات وصيانتها، يتحدث عن مفهوم الترميم ويقول إنه يستهدف إعادة الشيء إلى أقرب شكل كان عليه قبل إصابته أو تدهور حالته، لإبراز القيم الفنية والجمالية والتاريخية، ويعتمد ترميم المخطوطات والمطبوعات على إصلاح التمزق والتفتت وانتشار الثقوب والقطوع والأجزاء المفقودة من الهوامش والنصوص، حيث يقومون باستخدام المواد المخصصة لذلك مثل مادة “ميثيل السليلوز” وهي مادة شفافة، كما أن هناك مواد ورقية لمعالجة الأجزاء المقطوعة من الوثائق ثم جمع الأوراق وخياطتها بالإبرة لتجميعها، لتخرج في النهاية في هيئة كتاب نجلده ونحفظه في حافظات مجهزة لحفظه من أجود الخامات التي تحافظ على الوثائق مع مراعاة درجة الحرارة والرطوبة في التخزين، واختيار بيئة حافظة وحاضنة للمخطوطات.
ويشرح زميله الدكتور محمود سعد، المتخصص في مجال ترميم وصيانة المخطوطات بمكتبة الأزهر، المرحلة التي تسبق الشروع في ترميم الوثائق والمخطوطات، ويقول إنه يتم تجهيز استمارة بها جميع معلومات المخطوطة أو الصورة أو الوثيقة المزمع ترميمها، وكتابة مراحل ترميمها وما تم فيها، ليكون للوثيقة ملف كامل، مضيفًا أنهم يعملون في ترميم الوثائق والمخطوطات في مختلف العلوم مثل الفقه والتفسير والهندسة والفلك والمصاحف، حيث ترجع أقدم مخطوطات تم ترميمها بالمكتبة إلى العام 311 هجرية وهي مخطوطة “غريب الحديث” لأبي عبيدة القاسم “ابن سلام”، كما تزخر المكتبة بمصاحف ترجع إلى العصر المملوكي والعصر العثماني.
ويشارك الأزهر الشريف بجناح خاص بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (54) للعام السابع على التوالي، ويقع جناح الأزهر بقاعة التراث رقم (4)، ويستقبل زواره طول فترة المعرض من 26 يناير حتى 6 فبراير لعام 2023م، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.