وكيل الأزهر يكرم المتفوقين بمسابقة “نحلة الأزهر للتهجي

 

 

*وكيل الأزهر: مسابقة “نحلة الأزهر للتهجي” دليل على أن الطالب الأزهري قادر على خوض غمار أي مسابقة فكرية*

*التعليم الأزهري متين ومواكب للعصر وقادر على التطور المستمر*

*تعلم اللغات الأجنبية ليس من قبيل الجائز شرعا فحسب بل قد يصل إلى حد الوجوب إذا احتاج إليها المسلمون*

*اللغات تشكل جسور التواصل والتلاقي بين الشعوب والمجتمعات*

*تعلم لغات الآخرين بهدف تقليدهم الأعمى في عقائدهم وسلوكهم وأخلاقهم أمر يرفضه الدين*

برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبالتعاون مع السفارة الأمريكية بالقاهرة؛ نظم قطاع المعاهد الأزهرية، اليوم الأربعاء، حفل لتكريم الطلاب المتفوقين في مسابقة “نحلة الأزهر للتهجي”، بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وسعادة السفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، القائم بأعمال السفير السيد/ دانيال روبنستين، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أ.د عبد الدايم نصير مستشار شيخ الأزهر، أ.د حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ولفيف من قيادات وعلماء وطلاب الأزهر الشريف، وممثلي السفارة الأمريكية بالقاهرة، وذلك بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.

في بداية كلمته بالاحتفالية أعرب الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، عن سعادته بهذا الحفل الراقي الذي يجيء ثمرة طيبة لجهود كبيرة، وعقول مبدعة شاركت بهمة عالية في هذه المسابقة، متمنيا أن تكون هذه المسابقة بداية لمشهد نبوغ فكري وعلمي لكل من شارك فيها من أبناء وبنات طلاب العلم بالأزهر الشريف.

وقال الدكتور الضويني إن هذا الاحتفال يمثل أمرين، الأول هو تكريم فكرة جديدة في الأزهر الشريف تنفذ لأول مرة في مصر، والأمر الثاني سعادتي بأبنائنا وبناتنا الذين شاركوا في هذه المسابقة، وتفوقوا على أنفسهم، مؤكدا أن مشاركة ما يقارب مليون طالب أزهري على مستوى جميع المراحل التعليمية دليل على أن الطالب الأزهري قادر على خوض غمار أي مسابقة فكرية، وبشارة بأن التعليم الأزهري متين ومواكب للعصر وقادر على التطور المستمر، موضحا أن الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية دعوية دورها الأساسي الحفاظ على القرآن الكريم واللغة العربية؛ ولكن تعلم اللغات لا يتعارض مع دوره، وإنما هو استكمال لمسيرة نهضة التعليم فيه.

وأشار فضيلته إلى أن تعلم اللغات الأجنبية ليس من قبيل الجائز شرعا فحسب، بل قد يصل إلى حد الوجوب إذا احتاج إليها المسلمون، موضحا أن هناك قاعدة أصولية مشهورة ومعروفة بين أهل العلم وهي: «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب مثله»، وأما تعلم لغات الآخرين بهدف إذابة الثقافة الإسلامية في ثقافاتهم، وتقليدهم الأعمى في عقائدهم وسلوكهم وأخلاقهم فهذا أمر يرفضه الدين، ولا تقره الشريعة، لافتا إلى أن اللغات تشكل جسور التواصل والتلاقي بين الشعوب والمجتمعات، ومن خلالها يتم تبادل المعارف والثقافات والحضارات؛ ومن ثم فإن تعلمها من أسباب تكوين العقلية المفكرة، واكتساب المهارات الحياتية اللازمة، لملاحقة التطور المتسارع، ومواجهة تحديات العصر بفكر واع وعقل مستنير.

وأكد وكيل الأزهر أن حرص مؤسسة الأزهر الشريف على تعليم أبنائها اللغات المختلفة يأتي من إيمانها العميق بأن الشعوب الواعية عليها أن تعمل بجد حتى تنمي لدى أبنائها ثقافة الحرص على الإلمام بأكثر من لغة، وهو ما أكدته رؤية مصر 2030م، التي جاءت لتعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة المصرية وقيادتها الرشيدة لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة وأهدافها، والتي انطلق من خلالها الأزهر الشريف لعقد شراكة مع المجلس الثقافي البريطاني لتنمية اللغة الإنجليزية لدى أبنائه من المعلمين والطلاب.

وبين فضيلته أن تعزيز قدرة طلاب الأزهر على تعلم اللغة الإنجليزية وتمكينهم من فهمها ونطقها كما ينطقها أهلها؛ ينعكس أثره على الطلاب ومن ثم على المجتمع، مما سيكون له أعظم الأثر على الطلاب ليكونوا خير سفراء للأزهر، مختتما كلمته بمقولة لفضيلة الإمام الأكبر، عن دراسة اللغات قال فيها: «إن دراسة اللغة لا تقتصر على اكتساب مهارات الكتابة والمحادثة والاستماع، ولكنها دراسة لكل ما تحمله الثقافات والحضارات من قيم، والتعرف على تاريخ الأمم، وإحدى وسائل إحلال ثقافة السلام والتعارف محل الكراهية والتوتر والتعصب».

موضوعات متعلقة

Leave a Comment