عميد كلية الدراسات العليا :تحصيل العلم من أشرف العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه والوطن هو الوعاء الذي يحوي المقاصد الشرعية
عميد كلية الدعوة الإسلامية :
على الإمام أن يكون على دراية بفهم المقاصد الكلية للتشريع بصفة عامة ومقاصد السنة النبوية المشرفة بصفة خاصة
ولابد من فهم عميق لنصوص السنة المشرفة في ضوء واقعنا الراهن ومتغيراته ومستجداته
في إطار الدور الريادي لجمهورية مصر العربية، ودور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير داخل مصر وخارجها، وفي إطار دورها التنويري والتثقيفي، عقدت محاضرات الدورة العلمية المتخصصة لأئمة ووكلاء الأوقاف بدولة تنزانيا الشقيقة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر اليوم الخميس 2/ ٢/ ٢٠٢٣م حيث عُقدت المحاضرة الأولى للأستاذ الدكتور/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر وأكد فيها على أهمية فهم المقاصد الكلية للتشريع بصفة عامة، وضرورة فهم مقاصد السنة النبوية المشرفة بصفة خاصة، وفهم مقاصد كل نص أو مجموعة نصوص مترابطة في ضوء غايتها العليا، مع ضرورة مراعاة ظروف الزمان والمكان وأحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم عند قراءة النص وفهم معانيه أو استنباط بعض الأحكام الجزئية فيه.
مبينًا أن المقصد الأسمى من النص الشرعي هو فهمه وتدبره لقول الله (عز وجل): “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا”، فكل نص في القرآن الكريم والسنة النبوية له مقصد، ولابد من فهم معاني النصوص الشرعية، والتفريق بين دلالات النصوص الشرعية، فلا ينزل الدليل الظني منزلة الدليل القطعي، كما وضح أن وجود المذاهب الفقهية دليلٌ واضح على وجود التنوع في فهم النص الشرعي، فنحن في حاجة ملحة إلى فهم عميق لنصوص السنة المشرفة في ضوء واقعنا الراهن ومتغيراته ومستجداته.
وعُقدت المحاضرة الثانية للأستاذ الدكتور/ عبد الله مبروك النجار عميد كلية الدراسات العليا سابقًا، وأكد فيها أن إحياء العلم مذاكرته ومدارسته، فتحصيل العلم من أشرف العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، خاصة العلوم الشرعية، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا إنما وَرَّثوا علمًا”.
كما أكد أن الآراء الفقهية متعددة، وطالما كانت تلك الآراء مبنية على استنباط صحيح من الأدلة الشرعية فتلك الآراء صحيحة، وأن مهمة العلماء هي اختيار ما يناسب ويواكب أحوال الناس وطبائعهم، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) علمنا أن نختار الرأي الأحسن بما يناسب الناس، فما خير النبي (صلى الله عليه وسلم) بين شيئين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما، وقد جاءت الشريعة بأحكام تتميز بالسماحة والتيسير.