في الليلة الثالثة عشرة بملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) أ.د/ صابر عبد الدايم: الصبر ملاذ المسلم عند الابتلاءات الشيخ/ أحمد مكي: الصبر مفتاح الفرج

 

 

في إطار نشر الفكر التنويري والتثقيفي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وفي الليلة الثالثة عشر بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان: “الصبر وجزاء الصابرين” مساء اليوم الأربعاء 5/ 4/ 2023م حاضر فيها أ.د/ صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق سابقًا, وأ.د/ أحمد مكي إمام وخطيب مسجد سيدنا الحسين (رضي الله عنه)، والقارئ الشيخ/ أحمد تميم المراغي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ محمد الجزار مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ محمد عزت الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ/ السيد عبد المجيد رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، والشيخ/ نور الدين قناوي رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية, والدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي الأستاذ/ خالد محمد المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي كلمته قدم أ.د/ صابر عبد الدايم الشكر لمعالي وزير الأوقاف العالم والأديب والفقيه على إعادة الروح للمساجد حتى صارت بأئمتها منارات وكتائب تدعو إلى الله (عز وجل), مشيرًا إلى أن حال المؤمن يدور بين الصبر والشكر، فالصبر في البلاء، والشكر في السراء، قال (صلى الله عليه وسلم): “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له”, مبينًا أن العبد إذا أراد أن تكون حياته كلها عبودية لله تعالى فعليه أن يشكر في السراء، وأن يصبر في الضراء، والذي يعينه على ذلك معرفة جزاء الصابرين قال (سبحانه): “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”, كما أشار إلى فضل الصبر وجزاء الصابرين بأن لهم الثواب العظيم في الآخرة فقال سبحانه: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”، كما أن الصابر ينال محبة الله سبحانه: “وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ”, وكذلك تحقق معية الله للصابرين قال (سبحانه): “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”, كما بين أن الصبر من أجمل الصفات، فهو مفتاح الفرج لكل شيء لا محالة، وملاذ المسلم عند الابتلاءات، مختتمًا حديثه بأن الصبر منهج الإسلام وعاشه الأنبياء جميعًا، وضربوا لنا أروع الأمثلة في ذلك قال (سبحانه): “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ”.
وفي كلمته أكد الشيخ/ أحمد مكي أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وهو مفتاح الفرج, وأن حقيقة الدنيا أنها جُبلت على الابتلاء قال (سبحانه): “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.
موضحًا أن الابتلاء اختبار يحصل به التمييز، ولو كانت حياة أهل الإيمان دائمًا على السراء وفي حال من النعم المتتابعة والرغد في العيش، والعافية في الأبدان لاختلط الطيب بالخبيث، ولم يتميز المؤمن من غيره, وأن الابتلاء قد وقع للرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه من الخوف والجوع ما لا يخفى، ومن ذلك ما حصل لهم أول الهجرة.
مختتما حديثه بأن الصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة إذا صبر على تقوى الله (سبحانه) وطاعته، وصبر على ما ابتلي به من شظف العيش والفقر, والمرض قال (سبحانه): “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.

موضوعات متعلقة

Leave a Comment