*ملتقى العصر بالجامع الأزهر: حُسن الظن بالله لا يكون مع التفريط والإضاعة والإهمال*
*ملتقى العصر بالجامع الأزهر: من سُوء الظن بالله الاعتقاد بأن الله تعالى لن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين*
عقد الجامع الأزهر اليوم السبت، فعاليات ملتقى العصر” باب الريان”، بالظلة العثمانية، تحت عنوان” حُسن الظن بالله”، بحضور الدكتور محمود صبحي، الأستاذ في جامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، والشيخ محمد أبو الهدى، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأدار الملتقى الشيخ أحمد عبدالعزيز، الباحث بالجامع الأزهر.
قال الدكتور محمود صبحي، إن حُسن الظن بالله من العبادات الجليلة التي يبنغي أن يملأ المؤمن بها قلبه في جميع أحواله ويستصحبها في حياته، في هدايته، وفي رزقه، وفي صلاح ذريته، وفي إجابة دعائه، وفي مغفرة ذنبه، بل وفي كل شيء، فما أروع حسن الظن بالله حين يوقن المؤمن أن بعد الكسر جبرا، وأن بعد العسر يسرا، وأن بعد التعب راحة، وبعد الدمع بسمة، وبعد المرض شفاء، وبعد الدنيا جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
وأوضح عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر أن هناك الكثير من ثمرات حسن الظن بالله منها: أن العبد إذا حسن ظنه بالله تحسنت حياته، لأنه يعلم أن الله تعالى لن يتركه وحيدا ما دام يجتهد في طاعته {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، وإذا حسن ظن العبد بربه توكل عليه فانطلق يمشي في الأرض باسم الله على هدى من الله ينتظر تأييد الله له طالما كان مخلصا لربه ساعيا لمرضاته، كما أنه إذا حسن ظن العبد بربه استطاع أن يتعامل مع ما يواجهه من عقبات، فإذا ابتلاه الله تعالى بالخير شكر فكان خيرا له في الدنيا والآخرة، وإذا ابتلاه بالضراء صبر فكان خيرا له، وكلما قوي إيمان العبد كلما حسن ظنه بالله فنال الخير في الدنيا والآخرة.
ومن جانبه أوضح الشيخ محمد أبو الهدى، أن حُسن الظن بالله لا يكون مع التفريط والإضاعة والإهمال، وتتبع الملاذ والشهوات، وإنما يكون مع حُسن العمل وتمام الإقبال على الله -جل وعلا-، وأما المسيء المضيِّع المفرِّط المرتكب للمحرمات المقترف للآثام، فإن آثامه وخطاياه تحول بينه وبين حسن الظن بالله.
وبيّن عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونيةأن حُسن الظن بالله له مواطن كثيرة منها: حسن الظن بالله في تقسيم الأرزاق وأنه جل جلاله يقسمها وفق الحكمة، وكذلك من حسن الظن بالله النجاة من الكربات مهما اشتدت وعظمت، وأيضا من حسن الظن بالله تعالى نُصرة أوليائه وعباده الصالحين فهذا وعد الله في كتابه {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56] ، وإن من سوء الظن بالله الظن بأن الله تعالى لن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين.
وفي ذات السياق أكد الشيخ أحمد عبدالعزيز، الباحث بالجامع الأزهر، والذي أدار الملتقى، أن الواجب على المؤمن أن يتقي الله -عز وجل- ربه، وأن لا تسيطر عليه ذنوبه وخطاياه، وأن لا يتعاظم خطاياه في جنب مغفرة الله، فإنَّ الله لا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفره، وليحذر من اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، وليُحسِن في الإقبال على الله -عز وجل- تائبًا منيبا وهو يحسن الظن بربه أن يغفر له زلته، وأن يقبل توبته، وأن يعفو عن إساءته، وأن يرفع درجته، وليتدارك نفسه بذلك قبل أن يفجأه الموت وهو على حالةٍ لا يسرُّه أن يلقى الله -جل وعلا- بها.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة.