احتفال وزارة الأوقاف بذكرى فتح مكة من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة

 

 

خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى فتح مكة
من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة
وزير الأوقاف يهنئ سيادة الرئيس والشعب المصري بذكرى فتح مكة ودخول العشر الأواخر من رمضان
ويؤكد :صلح الحديبية كان مفتاحًا لفتح مكةولعظمته سماه القرآن الكريم فتحًا مبينًاوإطلاق الفتح على صلح الحديبة تعظيم لشأن السلم في الإسلام
وكل العاملين بالأوقاف جنود مجندة في خدمة بيوت الله (عز وجل)

احتفلت وزارة الأوقاف اليوم الاثنين 19 رمضان 1444هــ، الموافق 10 أبريل 2023م بذكرى فتح مكة من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة عقب صلاة التراويح، بحضور معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ومعالي أ.د/ محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر نائبًا عن الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية، وسماحة الشيخ/ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وسماحة السيد/ السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، وأ.د/ محمد محمود أبو هاشم وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور/ عبد الله حسن مساعد وزير الأوقاف لشئون المتابعة والمتحدث الرسمي، والدكتور/ خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من القيادات الدينية والشعبية.
وفي كلمته وجه أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خالص التهنئة والتحية والتقدير لسيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله) وللشعب المصري كله بمناسبة ذكرى فتح مكة ودخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعل أيامنا كلها أيام عز ومنعة.
وحول هذه الذكرى الطيبة فقد لخص وزير الأوقاف حديثه في ثلاث نقاط:
الأولى مع مفتتح سورة الفتح، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا”، ويكاد المفسرون يجمعون على أن الراجح في الآية هو صلح الحديبية، وسمي صلح الحديبية فتحًا لأنه كان فتحًا عظيمًا، والصلح فتح بل خير فتح، فمن يتأمل في القرآن الكريم يجد أنه تحدث بالتفصيل وفي مواضع متعددة عن أيام ملاقاه النبي (صلى الله عليه وسلم) ومواجهته لأعداء الله، فتحدث عن يوم بدر صراحة فقال الحق سبحانه: “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، وعن يوم حنين فقال سبحانه: “لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ”، عن يوم الأحزاب، وكان الانتصار في يوم بدر انتصارًا عظيمًا، ومع ذلك لم تسم سورة في القرآن الكريم باسم الفتح إلا هذه السورة التي نزلت في صلح الحديبية، ولم تنزل في الحرب؛ للتأكيد على أن الإسلام ليس متشوفًا للقتال ولا للدماء، بل إن الصلح فيه هو الأصل.
الثانية في قوله تعالى: “لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا”، فلم يقل الحق سبحانه وينصرك نصرًا عزيزًا، بل قال: “وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا”، وهنا جاء لفظ الجلالة مظهرًا وليس مضمرًا لتعظيم النصر؛ لأن هذا نصر عظيم لأنه من الله (عز وجل)، وتأكيدًا على أن النصر لا يكون إلا من عند الله، وإذا ذُكر النصر في القرآن ذُكر منسوبًا إلى الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: “وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ”، ويقول سبحانه: “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ”، فالنصر الحقيقي يكون من عند الله سبحانه.
الثالثة أن فتح مكة له دلالة عظيمة، فهو رمز لعظمة وسماحة الإسلام ونبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم)، حيث أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن يدخلوا مكة سلمًا وأن لا يبدأوا أحدًا بقتال، عندما دخل مكة فاتحًا منتصرًا وهم الذين آذوه وأخرجوه وآذوا أصحابه، وقال قولته المشهورة التي سجلها التاريخ بحروف من نور: يا أهل مكة ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم, فقال (صلى الله عليه وسلم): “اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقد دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) مكة في عزة وتواضع، وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة (رضي الله عنه) فقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “بل اليوم يوم المرحمة، اليوم يعظم الله الكعبة”.
وأكد وزير الأوقاف أن النصر الحقيقي هو الانتصار على النفس، يقول العلماء من الصعب على الإنسان أن يجاهد عدوًا وعدوه الذي بين جنبيه – نفسه – متحكم فيه، وكنا ندعو اللهم بلغنا رمضان، فها هو قد بلغنا الله رمضان لنري الله منا في هذا الشهر خيرًا، تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها): “كانَ النبيُّ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”، وهذا كناية عن الاجتهاد في العبادة.
وأكد وزير الأوقاف أن الوزارة قد استعدت للعشر الأواخر من شهر رمضان بأكثر من 11600 مسجد مفتوحة للتهجد، ونحن على ثقة في الله أنها ستكون عامرة، وأكثر من 6200 مسجد للاعتكاف، وأطلقنا من اليوم والأمس والغد حملة نظافة موسعة، وقلنا لكل قيادات الأوقاف: إن خدمة المعتكفين لا تقل عن ثواب الاعتكاف، وخدمة المتهجدين لا تقل عن ثواب التهجد، ونقول لكل المعتكفين: حافظوا على نظافة المسجد، وتفريغ القلب لله سبحانه بالإكثار من الصلاة والذكر وقراءة القرآن والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

موضوعات متعلقة

Leave a Comment