يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض مكتبة الإسكندرية الدوليّ للكتاب في دورته الثامنة عشرة لزواره كتاب “جريمة الانتحار: الأسباب وطرق الوقاية من منظور إسلامي”، بقلم الدكتور محمود علي علي أحمد برايا، المدرس بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
وأكد الكتاب في طليعته أن الشَّريعة الإسلامية أولت النَّفْسَ البشرية عناية خاصة؛ فجعلت النفس هي إحدى المقاصد التي جاءت للحفاظ عليها، وهي: (الدين، والنَّفس، والعقل، والنسل، والمال)؛ فقد جاء الإسلام للحفاظ على هذه الكليات الخمس، وانطلاقا من هذا التأصيل، فإنه يحرم قتل النفس بغير حق بأي شكلٍ كان.
كما ذكر الكتاب في صفحاته أن الإقدام على الانتحار فيه إهدار لمقاصد الشريعة الإسلامية التي أولت النفس من الحرمة ومن ضرورة الحفاظ عليها، مفندا أسباب الانتحار المتشعبة، وأنه جريمة مُعَقَّدَة تتأثر بعدة عوامل تتفاعل مع بعضها؛ كالعوامل الإيمانية، والاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وغيرها، وقد تجتمع هذه الأسباب وتلك الدوافع مع بعضها، فتؤثر على الشخص تأثيرا حادا تدفعه للانتحار.
وأوضح الكتاب أن أسباب الانتحار في العالم الغربي تختلف عن أسبابه في العالم الإسلامي، مبينا أسبابه في العالم الغربي، وأنها تكمن في انعدام الوازع الديني والفراغ الروحي، بينما أبرز أسبابه في العالم الإسلامي تدور بين الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
ويشتمل الكتاب على ثلاثة فصول؛ الأول: “الانتحار تاريخه وصوره وأسبابه”، ويحتوي على أربعة مباحث: تعريف الانتحار، تاريخ الانتحار، صور الانتحار، أسباب الانتحار، أما الفصل الثاني من الكتاب فيتناول موقف الإسلام من الانتحار ويحتوي على ثلاثة مباحث: موقف القرآن الكريم من الانتحار، موقف السنة النبوية من الانتحار، حكم المنتحر في الفقه الإسلامي، بينما يبرز الفصل الثالث والأخير الطرق الوقائية من الوقوع في الانتحار، ويحتوي على ستة مباحث: الطرق العقدية، الطرق الاجتماعية، الطرق الاقتصادية، الطرق النفسية، الطرق الإعلامية، الطرق الدعوية.
تأتي مشاركة الأزهر الشريف في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام، حيث ﻳﻘﻊ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺑﺠوار ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، بمكتبة الإسكندرية على مساحة كبيرة تضم أركانا عدة وإصدارات تعليمية وتوعوية متنوعة.
ﻭﻳﻘﻊ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ مكتبة ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ، ﺑﺠوار ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﺑﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ على مساحة كبيرة تضم أركانه المتنوعة وإصداراته الأصيلة والمتجددة