التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، السيد/ تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وعددا من مسؤولي المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والفريق/ كامل الوزير، وزير النقل، والسفير/ عاصم حنفي، سفير مصر في الصين، وعدد من مسئولي البرلمان الصيني والحكومة الصينية، وذلك خلال فعاليات اليوم الأول من “منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي” في دورته الثالثة.
وفي مُستهل اللقاء، رحب السيد/ تشاو له جي بحضور رئيس الوزراء الدورة الثالثة من منتدى الحزام والطريق، مشيرا إلى أن مصر تُعد أول دولة عربية وأفريقية تُقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين شهدت تطورًا سريعًا في إطار العلاقات الوثيقة والمتميزة بين القيادتين السياسيتين فى البلدين.
وقدَّم رئيس الوزراء التهنئة للسيد/ تشاو له جي على ثقة أعضاء المجلس الوطني الـ 14 لنواب الشعب على انتخابه لمنصب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني خلال السنوات الخمس القادمة، لافتًا إلى تطلُّع مصر إلى تعزيز العلاقات التعاونية في مختلف المجالات، ولا سيما التعاون البرلماني بين البلدين الصديقين من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين السلطتين التشريعيتين في مصر والصين، وأهمية استمرار تبادل تلك الزيارات بشكل دورى باعتبارها أحد أهم ركائز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، وبما يساعد فى الاستفادة المتبادلة ونقل الخبرات بين الطرفين.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي متانة العلاقات الثنائية وتطوُّرها، وهو ما عكسته الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين على مدار الفترة الماضية، والتي أسفرت عن التوافق على العديد من مشروعات وبرامج التعاون، بما أسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين والارتقاء بها، بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين، منوهًا كذلك بالزيارة التي قام بها رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري إلى الصين مؤخرا.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اللقاء، عن تقديره لدعم الصين لانضمام مصر إلى تجمع “البريكس” في قمة جوهانسبرج الأخيرة اعتبارًا من يناير 2024، وأكد أيضًا تطلُّع مصر للتنسيق مع الصين خلال الفترة القادمة من أجل دعم آليات العمل بالتجمع الذي يُعد أحد أهم المحافل المعنية بقضايا الدول النامية والتعاون جنوب-جنوب، بما يسهم فى تعزيز دور الدول النامية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
ولفت “مدبولي” أيضًا إلى أن مصر كانت من أولى الدول التي انضمت لمبادرة الحزام والطريق وشرعت في تنفيذ العديد من المشروعات ذات الأولوية الوطنية والتى تتسق فى ذات الوقت مع المبادرة، خاصة في ضوء موقع مصر الجغرافي المتميز بين قارات العالم الثلاث، بما جعلها تتبوأ مركزًا لوجستيًا، منوها بالمشروعات التنموية الكبرى مثل توسعة قناة السويس، والتوسُع في تحديث ورفع كفاءة الموانئ المصرية وزيادة عدد الأرصفة بها، وإنشاء شبكة متقدمة تصل لآلاف الكيلومترات من الطرق والسكك الحديدية وإنشاء الموانئ الجافة.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن شكره للصين نظرًا لدعمها لمشروع القطار الكهربائي الذي يربط بين القاهرة والعاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة، مشيدا كذلك بالتجربة الناجحة لمنطقة “تيدا” التي نجحت في جذب استثمارات الشركات الصينية، معربا عن تطلع الجانب المصري إلى مزيد من الاستثمارات الصينية في المستقبل.
وأكد السيد/ تشاو له جي، اتفاقه مع رئيس الوزراء حول تقييم الجانب المصري للعلاقات الثنائية التي وصفها بأنها تتسم بالطابع الاستراتيجي والشامل، مشددًا على ضرورة العمل من أجل تطوير هذه العلاقات الاستراتيجية، ومؤكدا على دعم بلاده لرؤية وبرنامج مصر للتنمية المستدامة والذى يتسق مع مبادرة الحزام والطريق.
وأكد رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني أهمية تعزيز التعاون في المجال البرلماني نظرًا لأن التواصل بين الجهات التشريعية يعد ركيزة هامة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية، حيث تعمل المجالس التشريعية على توفير ضمانات قانونية لدعم أطر التعاون بين الجانبين.
وثمن رئيس الوزراء مشاركة عدد من الشركات الصينية العملاقة في تنفيذ بعض المشروعات التنموية في مصر، ومنها حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، مستعرضا أبرز الإنجازات التى تحققت بمشروع العاصمة الإدارية خلال المرحلة الأولى مشيرا إلى أن مساحة العاصمة بعد استكمالها ستبلغ نحو ٧٠٠ كم٢ ومن المرتقب أن تجتذب نحو ٧ ملايين نسمة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر لديها استراتيجية طموحة لتوطين عدد من الصناعات المتقدمة، معربًا عن تطلعه لمساهمة الشركات الصينية في دعم هذا التوجه.
وتطرق “مدبولي”، خلال حديثه، إلى جهود الدولة المختلفة لتهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية للاستثمارات سعيًا لجذب المزيد من الاستثمارات لمختلف القطاعات، مشيرًا في هذا الصدد إلى ما تم إقراره من تعديلات تشريعية وقرارات لإتاحة المزيد من التيسيرات والحوافز الاستثمارية. وأشار رئيس الوزراء إلى ما يتمتع به السوق المصرى من مقومات وإمكانيات، تجعله قبلة لكثير من المستثمرين.
من جانبه أشار المسؤول الصيني إلى أن مبادرة “الحزام والطريق” ساهمت في تعزيز التنمية في البلدان الشريكة، وبينها مصر، لافتاً إلى ما ذكره الرئيس الصيني في كلمته اليوم من العزم على تطوير المبادرة خلال السنوات العشر المقبلة بالتركيز على عدد من المحاور.
وعرض الفريق كامل الوزير، وزير النقل، عدداً من المشروعات التي يتم تنفيذها في قطاع النقل بمصر، والتي تتسق مع مستهدفات مبادرة “الحزام والطريق”، لاسيما فيما يخص تحديث الموانئ وإقامة المناطق الاقتصادية، حيث أوضح الوزير أن مصر بها 18 ميناء تجاريا تم تحديثها بالكامل لتصبح موانئ ذكية، مجهزة لاستقبال السفن العملاقة، بطول أرصفة يصل إلى 100 كم ، وساحات تداول تبلغ نحو 50 كم2، فضلا عن تنفيذ شبكة طرق وسكك حديد لربط موانئ البحر بن الأحمر والمتوسط عبر شبكة طرق وسكك حديد بما ييسر ويسرع عملية نقل البضائع والأفراد، ويجعل مصر ممرا لوجيستيا رئيسيا وهو ما يتسق مع مستهدفات مبادرة الحزام والطريق.
كما نوه وزير النقل بالتطوير الكبير للمجرى الملاحي لقناة السويس الذى سيظل أهم ممر مائي في العالم.
وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المستشار/ سامح الخشن أن اللقاء أكد على توافق رؤية البلدين فى المحافل الدولية ومتعددة الأطراف واحترام مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والتأكيد على مبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول.