رصد لمؤشرات الاقتصاد العالمي وتحليل لأهم الأحداث المؤثرة اقتصاديا خلال شهر نوفمبر ٢٠٢٣ متضمنا المصادر

التقرير الشهري للأسواق العالمية – نوفمبر 2023

تزايدت تكهنات الأسواق بشكل حاد على مدار الشهر وتركزت حول انتهاء البنوك المركزية بالأسواق المتقدمة من دورة رفع أسعار الفائدة مع التوقعات ببدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض معدلات الفائدة في وقت مبكر من النصف الأول من عام 2024، حيث تراجعت بيانات كل من مؤشر أسعار المستهلك والتضخم في جميع أنحاء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشكل كبير على نحو مفاجئ، بينما أشارت بيانات التوظيف الأمريكية إلى استمرار سوق العمل في التباطؤ. وفي نفس الوقت، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة دون تغيير في وقت مبكر من الشهر، حيث أشار باول إلى أنه على الرغم من عدم وجود علامات على خفض أسعار الفائدة، إلا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أقر بتشديد الأوضاع المالية مع التزام البنك باتباع “نهج حذر” في معدلات الفائدة. كما عقدت العديد من البنوك المركزية الأخرى بالأسواق المتقدمة اجتماعات للسياسة النقدية خلال شهر نوفمبر، حيث أبقى بنك إنجلترا وبنك الاحتياطي النيوزيلندي على أسعار الفائدة دون تغيير، في حين رفع بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة الرئيسي بعد خمسة أشهر متتالية من الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. وفي غضون ذلك، قام بنك اليابان بتعديل سياسة التحكم في منحنى عوائد سندات الخزانة (YCC) للسماح للمعدلات بالارتفاع. ومع توقعات الأسواق بحدوث تحول في السياسة النقدية لليابان، تراجعت عوائد سندات الخزانة بشكل حاد وشهد الدولار أكبر انخفاض بقياس شهري له في عام، في حين ارتفعت أسعار الأصول ذات المخاطر، مع صعود مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 عند أعلى مستوى له بقياس شهري منذ يوليو 2022. وبالانتقال إلى الأسواق الناشئة، فقد ارتفعت أصول الأسواق الناشئة على خلفية ضعف الدولار إلى جانب تحسن معنويات المخاطرة بشأن التعافي الاقتصادي في الصين خلال هذا الشهر. وعلى الجبهة الجيوسياسية، واصلت إسرائيل تكثيف هجماتها على غزة، ومع ذلك، وافقت إسرائيل على “هدنة إنسانية” في نهاية هذا الشهر مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن. أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، فقد فاز خافيير ميلي ممثلاً عن الليبرالي اليميني المتطرف، وهدد بالتخلي عن البيزو الأرجنتيني والاعتماد على الدولار وإلغاء البنك المركزي الأرجنتيني، كما ذكر أنه سيقطع العلاقات مع البرازيل والصين وسيعمل على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.

 

 

 

التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية – يتراجع بوتيرة أسرع من المتوقع
وصلت البيانات الشهرية لمؤشر أسعار المستهلك عن شهر أكتوبر إلى أدنى مستوى لها منذ يوليو 2022 وذلك على نحو مفاجئ. وجاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأساسي عند أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2021 وذلك بقياس سنوي. وفيما يتعلق بأسعار المنتجين، تراجعت بيانات مؤشر أسعار المنتجين لشهر أكتوبر بشكل غير متوقع إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل 2020، كما جاءت بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأساسي عند أدنى مستوى لها منذ مارس 2023 بقياس شهري. وصل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي إلى أدنى مستوى له منذ يوليو 2022 بقياس شهري وكذلك سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي أدنى مستوى له منذ مارس 2021 بقياس سنوي. بالإضافة إلى ذلك، هبط مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي على أساس سنوي إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2021.

معدلات النمو في الولايات المتحدة: نمو أسرع من المتوقع بدعم من قطاع الخدمات
تم مراجعة القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من 2023 بالزيادة على غير المتوقع، لتبقى عند أعلى مستوى لها منذ الربع الرابع من 2021. جاء مؤشر ستاندرد آند بورز لمديري المشتريات بالقطاع التصنيعي أقل من المتوقع، بينما ظل مؤشر مديري المشتريات(ISM) للقطاع التصنيعي دون مستوى الـ 50 لأكثر من عام. استمر صعود قطاع الخدمات مدعومًا بنمو الطلب على قطاع السياحة والترفيه.

سوق العمل بالولايات المتحدة الأمريكية … تباطؤ السوق
انخفضت فرص العمل الجديدة في شهر أكتوبر بشكل يفوق المتوقع. وبشكل غير متوقع، ارتفعت معدلات البطالة بينما انخفضت الرواتب. وارتفعت المطالبات المستمرة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2021.

معنويات الأسواق الأمريكية: لا تزال عند مستويات منخفضة
انخفض مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان خلال نوفمبر إلى أدنى مستوى له منذ شهر مايو في ظل وجود مخاوف حيال الأوضاع الاقتصادية الحالية والمستقبلية. شهد مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن مؤسسة “كونفرنس بورد” تحسنًا طفيفًا، مدفوعًا بزيادة ثقة السوق في الأوضاع الاقتصادية بالمستقبل. ومع ذلك، تراجعت ثقة المستهلكين في الأوضاع الاقتصادية الحالية إلى أدنى مستوى لها منذ يناير 2021.

التضخم في الاتحاد الأوروبي: يقترب من النطاق المستهدف
وبقياس شهري، أظهر مؤشر أسعار المستهلك الشهري خلال شهر نوفمبر أسرع تراجع بالأسعار منذ يوليو 2019، كما سجل المؤشر الاساسي أدنى مستوى له بقياس سنوي منذ أبريل 2022. وجاءت قراءات مؤشر أسعار المنتجين متماشية مع التوقعات، حيث تراجعت البيانات الشهرية للمؤشر خلال أكتوبر للشهر الثالث على التوالي. وفي نفس الوقت، ارتفعت بيانات المؤشر على أساس سنوي بشكل طفيف، إلا أنه لا يزال في منطقة الانكماش.

معدل النمو في الاتحاد الأوروبي: تزايد خطورة التدهور الاقتصادي
ظلت القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي في أوروبا خلال الربع الثالث من العام المالي 2023 دون تغيير، لتشير إلى وجود انكماش وتباطؤ في اقتصادات منطقة اليورو. انكمش قطاع الخدمات للشهر الرابع على التوالي، بينما انكمش قطاع التصنيع للشهر ال 17 على التوالي.

سوق العمل في الاتحاد الأوروبي: لا يزال متماسكاً معنويات الاتحاد الأوروبي: لا تزال ضعيفة
ظل معدل البطالة دون تغيير عند 6.5% في شهر أكتوبر. وصل مؤشر Sentix لقياس ثقة المستثمرين في شهر ديسمبر إلى أعلى مستوى له منذ شهر مايو، حيث تراجع التضخم بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا.
تحسنت ثقة المستهلك بشكل طفيف خلال شهر نوفمبر، حيث ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر.

التضخم في المملكة المتحدة: لا يزال الأعلى بين مجموعة السبع دول الكبار
في المملكة المتحدة، استمر التضخم في الانخفاض على غير المتوقع، مما يسمح لبنك إنجلترا بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل. من ناحية آخرى، تباين أداء مؤشر أسعار المنتجين بتباين السعر الفعلي للمدخلات والمخرجات في الانتاج.

النمو في المملكة المتحدة: مثير للقلق
من ناحية أخرى، استقر الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا للربع الثالث وذلك على أساس ربع سنوي متجنبًا الانكماش الاقتصادي، ولكن لا تزال البيانات الصادرة أضعف من القراءة السابقة.
أما بالنسبة لبيئة الأعمال، فقد ارتفع كل من مؤشر مديري المشتريات الصناعي والخدمي في شهر نوفمبر ليدخل الأخير في منطقة النمو لأول مرة منذ أربعة أشهر، مما يسلط الضوء على انتعاش الحالة الاقتصادية.

معنويات الأسواق في المملكة المتحدة: منخفضة نسبيًا
جاءت نتائج استطلاع GFK لقياس ثقة المستهلك لشهر نوفمبر أفضل قليلاً من المتوقع، لكنها لا تزال منخفضة مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.

تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
الأوضاع الاقتصادية مشدّدة بما يكفي من المرجح القيام بخفض سعر الفائدة التضخم يسير على الطريق الصحيح سيناريو “الهبوط السلس” من السابق لأوانه مناقشة خفض سعر الفائدة من المحتمل اتخاذ خطوة أخرى
بوستيك:
أسعار الفائدة الآن “تشديدية بما يكفي لإعادة التضخم إلى مُستهدفه البالغ 2%”. والر:
يمكن خفض سعر الفائدة بحلول النصف الأول من العام المقبل. جولسبي:
انخفضت الأسعار بأسرع وتيرة لها منذ أكثر من 40 عامًا. بوستيك:
يمكن للاحتياطي الفيدرالي الاقتراب من متوسط معدل التضخم المُستهدف دون دفع الاقتصاد إلى الركود. ميستر:
تيسير السياسة النقدية ” ليس جزءًا من حديث البنك في الوقت الحالي”. باول:
لن يتردد بنك الاحتياطي الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية إذا لزم الأمر.
والر:
السياسة الحالية التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي لديها القدرة على إبطاء الاقتصاد وإعادة التضخم إلى 2%. كولينز:
“كانت هناك بعض الدلالات القوية على تراجع التضخم”. كشكاري:
“لقد أثبت الاقتصاد أنه صلب ومتين حقًا”. دالي:
لا تفكر عضوة الاحتياطي الفيدرالي في تيسير السياسة النقدية، مشيرًة إلى أنه من السابق لأوانه الإعلان عما إذا انتهى البنك من دورة التشديد أم لا. كشكاري:
لا يزال أمام الاحتياطي الفيدرالي المزيد من العمل للسيطرة على التضخم.
دالي:
أسعار الفائدة في “مكان جيد للغاية” للسيطرة على معدل التضخم. باركين:
يبدو أن التضخم “بدأ في الاستقرار بالفعل”. كولينز:
شهدت الولايات المتحدة تباطؤ الأسعار بشكل “منظمًا” خالي من المفاجئات، حيث لا تزال الظروف المعيشية للأسر “قادرة على الصمود”. باول:
يحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى رؤية المزيد من الأدلة على أن التضخم في طريقه للعودة إلى مستهدف البنك المركزي البالغ 2%. بومان:
من الممكن أن يقوم البنك برفع سعر الفائدة مرة أخرى.
باركين:
الاقتصاد في تعافى مستمر نحو “طبيعته”، إلا أنه لا يزال يشهد نموًا.

تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي
يسير التضخم على الطريق الصحيح المخاوف الاقتصادية من السابق لأوانه الحديث عن خفض سعر الفائدة هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الخطوات
ناجل:
من المحتمل أن تكون المرحلة الأخيرة لخفض التضخم في منطقة الاتحاد الأوروبي هي الأصعب. سينتينو:
ظل الناتج المحلي الإجمالي دون مستوى 0.5% لمدة 5 أرباع مالية متتالية، مما أدى إلى “وجود مخاوف تتعلق بإمكانية تطبيق سيناريو الهبوط السلس”. هولزمان:
لا يتوقع عضو المركزي الأوروبي أن يخفض البنك أسعار الفائدة خلال الربع الثاني من العام المقبل، مضيفًا أنه من المبكر اتخاذ مثل هذه الخطوة. كازاكس:
لا ينبغي استبعاد احتمالية رفع أسعار الفائدة.
فيليروي:
انخفضت وتيرة زيادة الأسعار، كما أصبح البنك المركزي الأوروبي واثقًا الآن في قدرته على إعادة التضخم إلى المُستهدف البالغ 2% بحلول عام 2025. دي كوس:
البدء في الحديث عن خفض أسعار الفائدة هو “أمر سابق لأوانه للغاية”.
لاجارد:
تأثير السياسة النقدية التي ينتهجها البنك “بدأت في التحقق بشكل متزايد”، حيث أن التضخم آخذ في التراجع. لاجارد:
لا يزال الوقت مبكرًا للغاية للإعلان عن النجاح في مكافحة التضخم.
ناجل:
ذكر عضو البنك المركزي الأوربي أنه غير متأكد ما إذا كان البنك قد وصل إلى ذروة رفع أسعار الفائدة، مضيفًا أنه من السابق لأوانه التفكير في خفض الفائدة.
مخلوف:
“من المبكر للغاية” البدء في الحديث عن خفض أسعار الفائدة.

تصريحات المسئولين ببنك إنجلترا
مخاوف اقتصادية ارتفاع مخاطر التضخم تحركات إضافية
بيلي:
يتوقع صانعو السياسة حدوث ركود اقتصادي بنسبة 50%. بيلي:
لا تزال المخاطر التي يتعرض لها التضخم عند مستوى مرتفع، مما يحتم الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة بيلي:
حذر من أن بنك إنجلترا قد يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في مواجهة الضغوط التضخمية للأسعار.

 

 

وفقًا للعقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي، تزايدت تكهنات الأسواق خلال هذا الشهر باحتمالية خفض أسعار الفائدة في عام 2024. وبحلول نهاية شهر نوفمبر، اتجه المستثمرون نحو تسعير خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 115 نقطة أساس خلال العام المقبل مقارنة بـ 66 نقطة أساس فقط في الشهر الماضي. وتتوقع الأسواق حدوث أول خفض في أسعار الفائدة في شهر مايو المقبل بدلًا من شهر يوليو والذي كان متوقعًا في شهر أكتوبر الماضي.

وفقًا لمؤشر مبادلة أسعار الفائدة لليلة الواحدة (OIS) في الاتحاد الأوروبي، استمر المستثمرون في تسعير المزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي خلال العام المقبل. خلال شهر نوفمبر، توقع المستثمرون خفض أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة أساس ، مقارنة بـ 76 نقطة أساس فقط تم تسعيرها في أكتوبر. ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بالخفض الأول لمعدلات الفائدة في شهر أبريل بدلًا من شهر يونيو الذي كان متوقعًا قبل شهر.

وفقًا لمؤشر مبادلة أسعار الفائدة لليلة الواحدة (OIS) في المملكة المتحدة، يتوقع المستثمرون أن يقوم بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة بحجم أقل بكثير في العام المقبل مقارنة ببنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي. فمن المتوقع أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 40 نقطة أساس مقارنة بـ 28 نقطة أساس تم تسعيرها في الشهر الماضي. ومن المتوقع أن يقوم البنك بخفضه الأول لسعر الفائدة في شهر أغسطس بدلًا من شهر سبتمبر كما كان متوقعًا، أي قبل شهر بالمقارنة بما تم تسعيره خلال شهر أكتوبر.

سجلت سندات الخزانة الأمريكية أكبر مكاسبها منذ شهر مارس 2023 وسط تراجع البيانات الاقتصادية وتصريحات مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي التي تميل تجاه تيسير السياسة النقدية، مما أدى إلى تصاعد التكهنات بشأن انتهاء بنك الاحتياطي الفيدرالي من دورة تشديد السياسة النقدية.

تراجعت العوائد الحقيقية لسندات الخزانة الأمريكية على مستوى جميع آجال الاستحقاق، لتسجل أول انخفاض شهري لها في 6 أشهر… كما انخفض مستوى تعادل الفائدة على خلفية تراجع التضخم.

زاد انقلاب منحنى العائد للسندات الأمريكية، حيث اتسعت الفجوة بين عوائد السندات لأجل عامين و10 أعوام، كما اتسعت الفجوة بين عوائد السندات لأجل 5 أعوام و30 عامًا مع تراجع سندات الخزانة قصيرة الأجل بمقدار أقل من السندات طويلة الأجل. حققت السندات الأوروبية مكاسب بقيادة سندات الخزانة الألمانية، حيث قام المستثمرون بتغيير توقعاتهم لمسار سعر الفائدة، حيث توقعوا أن البنك المركزي الأوروبي يمكن أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة في أبريل 2024 مقارنًة بالتكهنات السابقة بشأن اتخاذ البنك مثل هذه الخطوة في يوليو 2024.

تتبعت سندات الخزانة بالمملكة المتحدة نظيراتها الأوروبية، حيث حققت مكاسب خلال الشهر مع تباطؤ مؤشر أسعار المستهلك في المملكة المتحدة بوتيرة أقل مما كان متوقعًا خلال شهر أكتوبر. وعلى صعيد السلع الأساسية، ارتفعت أسعار الذهب للشهر الثاني على التوالي، مدعومة بتراجع الدولار وسط صدور بيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.

أدت تكهنات الأسواق حيال قيام الاحتياطي الفيدرالي بالبدء في تيسير السياسة النقدية إلى ارتفاع واسع النطاق في أسواق الأسهم العالمية، وذلك بقيادة الأسهم الأمريكية. وبالمثل، ارتفعت الأسهم الأوروبية على خلفية صدور البيانات الاقتصادية التي أشارت إلى تباطؤ معدل التضخم، وتحسن ثقة السوق في الاقتصاد بشكل سريع.

وجاء ارتفاع كل من أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية بقيادة قطاعي التكنولوجيا والعقارات.

حققت جميع عملات مجموعة العشر دول الكبار مكاسب نتيجة تراجع الدولار، وذلك بقيادة الكرونة السويدية، والدولار النيوزيلندي، والدولار الأسترالي وسط تمسك مسؤولو هذه البنوك المركزية بالاستمرار في تشديد السياسة النقدية.

وتباين أداء السلع الأولية، حيث قادت أسعار النحاس المكاسب (4.93%)، وذلك في الوقت الذي سجل فيه الغاز الطبيعي أكبر تراجع شهري له (-21.62%) منذ يناير 2023.

تراجعت أسعار النفط بنسبة 5.24% على أساس شهري، مسجلة ثاني انخفاض شهري لها على التوالي لتستقر عند 82.83 دولارًا للبرميل، لتغلق عند أدنى مستوياتها منذ شهر يوليو على خلفية تزايد التوقعات بشأن تباطؤ معدل الطلب، وخاصة من الولايات المتحدة والصين. علاوة على ذلك، هدأت المخاوف بشأن التأثير السلبي للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على العرض العالمي خلال هذا الشهر، مما ساهم في هبوط الأسعار.

تباين أداء البيانات الاقتصادية في الصين، مما يشير إلى ضعف الانتعاش الاقتصادي للبلاد وتذبذب درجات التعافي، حيث كانت استجابة بعض القطاعات لإجراءات التحفيز الحكومية أكثر من غيرها.
في البداية، انخفض الميزان التجاري الصيني في شهر أكتوبر إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2023 مع استمرار تراجع الصادرات، بينما ارتفعت واردات البلاد، مما يشير إلى ضعف الطلب العالمي ولكن مع احتمالية انتعاش الطلب المحلي. كما أظهرت البيانات تراجع الطلب على التمويل والقروض بشكل أعلى من المتوقع، ربما بسبب انخفاض الاستثمارات من الأفراد والشركات.

تراجع مؤشر أسعار المستهلك وكذلك انكمش نشاط المصانع في شهر أكتوبر، مما يشير إلى ضعف الاستهلاك الصيني بمعدلات لم يشهدها الاقتصاد منذ الوباء. علاوة على ذلك، تراجعت البيانات المتعلقة بالقطاع العقاري لتهبط دون التوقعات ويستمر تدهورها، مما دفع الحكومة إلى الإعلان عن المزيد من إجراءات التحفيز لدعم تعافي القطاع.

أما بالنسبة لمعنويات الأسواق في الصين، فقد تراجع كل من مؤشر مديري المشتريات التصنيعي وغير التصنيعي بشكل غير متوقع مع هبوط مؤشر مديري المشتريات التصنيعي بشكل أكبر ليدخل في المنطقة الانكماشية. وعلى النقيض من ذلك، تحسنت بيانات مؤشرات مديري المشتريات للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، حيث جاءت أعلى بكثير من التوقعات، مما يشير إلى أن الاجراءات التحفيزية التي أقرتها الحكومة أثرت بشكل أكبر على الشركات الصغيرة.

ومن الناحية الإيجابية، أظهرت البيانات انتعاشًا في الإنتاج الصناعي وزيادة في أرباح الشركات العاملة في هذا القطاع. وبالمثل، زادت مبيعات التجزئة بشكل كبير، ويرجع ذلك نتيجة انخفاض الأسعار وحدوث موجة شراء مكثفة قبل موسم العطلات.

قرارات السياسة النقدية لبنك الشعب الصيني
امتنع بنك الشعب الصيني (PBoC) عن خفض أسعار الفائدة وأبقى كلا من معدل فائدة الإقراض LPRs لمدة سنة واحدة وخمس سنوات دون تغيير، وهذه المعدلات التي تعمل كمعيار لقطاع العقارات. تم أيضًا الإبقاء على سعر الفائدة للإقراض متوسط الأجل لعام واحد دون تغيير، ومع ذلك، من خلال هذا النوع من القروض، قام بنك الشعب الصيني بزيادة ضخ السيولة بأكبر حجم خلال 7 سنوات.

إجراءات التحفيز المالي
قروض القطاع العقاري أعلنت الحكومة عن قائمة تضم 50 مطورًا عقاريًا سيُعرض عليهم التمويل. وتم توجيه البنوك لضخ التمويلات نحو المطورين المذكورين.
توجيهات البنوك للإقراض شجع بنك الشعب الصيني البنوك على تقديم بعض قروضها في الربع الأول من عام 2024 إلى الربع الرابع من عام 2023 من أجل تشجيع البنوك على زيادة حجم الإقراض قبل نهاية العام بهدف تحفيز الاقتصاد.
توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي بالصين
و قام صندوق النقد الدولي IMF برفع توقعاته للنمو في الصين بمقدار 40 نقطة أساس لكل من عامي 2023 و2024 على خلفية طرح أدوات الدين السيادية التي أعلنت عنها الحكومة حديثًا. وأبقت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD على توقعاتها لعامي 2023 و2024 دون تغيير، مشيرة إلى أنها ترى احتمالية تباطؤ النمو العام المقبل بسبب تراجع نمو معدل الاستهلاك وتدهور قطاع العقارات.
توقعات صندوق النقد الدولي IMF 2023 2024 توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD 2023 2024
نمو الناتج المحلي الاجمالي بقياس سنوي 5.4% 4.6% نمو الناتج المحلي الاجمالي بقياس سنوي 5.2% 4.7%

 

ومع ضعف الدولار بشكل ملحوظ، شهد اليوان أفضل أداء بقياس شهري له طوال العام ليصعد بنسبة 2.54%. كان هذا أيضًا بسبب تثبيت سعر الفائدة من قبل بنك الشعب الصيني (PBoC)، والذي حاول توجيه الأسواق نحو مستوى 7 دولار أمريكي مقابل اليوان الصيني. وعلاوة على ذلك، تحسن الفارق في العائد بين السندات الحكومية الصينية لعشر سنوات وسندات الخزانة لعشر سنوات بشكل طفيف، مما يشير إلى تحسن شهية المستثمرين.

تباين أداء الأسهم الصينية، لكن غالبية المؤشرات سجلت ارتفاعا، مع الإشارة إلى أن تلك التي خسرت شهدت انخفاضًا أقل مقارنة بالأشهر السابقة. ومع ذلك، ظل إقبال المستثمرون الأجانب ضعيفاًالصين حيث جاءت تدفقات المحافظ الاستثمارية ضعيفة. وفي شهر نوفمبر، سجلت الأسهم دخول تدفقات قدرها 0.6 مليار دولار، في حين سجلت أدوات الدين خروج تدفقات بلغت 4.3 مليار دولار.

قرارات السياسة النقدية بالأسواق الناشئة
المكسيك البرازيل بيرو كولومبيا جنوب إفريقيا غانا
القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
11.25% القرار:
-50 نقطة أساس معدل الفائدة:
12.25% القرار:
-25 نقطة أساس معدل الفائدة:
7.00% القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
13.25% القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
8.25% القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
30.00%

تركيا ماليزيا تايلاند كوريا الجنوبية باكستان بولندا
القرار:
+500 نقاط أساس الفائدة:
40.00% القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
3.00% القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
2.50% القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
3.50% القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
22.00% القرار:
0 نقاط أساس معدل الفائدة:
5.75%

 

على الرغم من خروج التدفقات الأجنبية من الصين، إلا أن أصول الأسواق الناشئة شهدت تدفقات بقيمة 43.4 مليار دولار في شهر نوفمبر، وهو أعلى مستوى لها منذ شهر يناير، حيث قام المستثمرون الأجانب بضخ رؤوس الأموال في الهند وكوريا والبرازيل. ارتفعت عملات الأسواق الناشئة مع صعود مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 2.78% بقياس شهري، ليستقر عند أعلى مستوى له منذ شهر أبريل 2022 على خلفية ضعف الدولار.

شهدت غالبية عملات الأسواق الناشئة مكاسب كبيرة على مدار الشهر، باستثناء عدد من العملات بما في ذلك البيزو الأرجنتيني والليرة التركية، حيث استمرا في تسجيل خسائر، حيث لا يزال المستثمرون يشعرون بقلق متزايد إزاء التضخم والآفاق الاقتصادية.

ارتفعت أسهم الأسواق الناشئة مع صعود مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM نحو 7.86% على أساس شهري، ليسجل أعلى مكاسبه الشهرية في عام. علاوة على ذلك، صعد المؤشر بنسبة 3.21% على أساس سنوي، ليدخل المنطقة الإيجابية بعد شهرين من الخسائر الحاد. كما أغلقت معظم مؤشرات الأسهم الخاصة بكل بلد على ارتفاع بشكل ملحوظ نتيجة لتصاعد حدة المخاطر العالمية، حيث تعززت معنويات المخاطرة تجاه أصول الأسواق الناشئة على خلفية تزايد التكهنات حول توقف دورة تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.

 

 

 

استمرت الأصول بالأرجنتين في التدهور بعد فوز المرشح اليميني المتطرف خافيير ميلي في الانتخابات الرئاسية وإعلانه عن مقترحات راديكالية سياسية، مثل “دولرة” الاقتصاد وإغلاق البنك المركزي الأرجنتيني، مما يتعارض بشدة مع برنامج صندوق النقد الدولي.
انخفضت قيمة البيزو بنسبة 2.91% على أساس شهري، حيث استمر ارتفاع التضخم إلى جانب تدهور المعنويات بشأن الحالة الاقتصادية للبلاد. من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر ميرفال لقياس سوق الأسهم بنحو 40.45% على أساس شهري، حيث يميل الرئيس الأرجنتيني الجديد أكثر نحو تحفيز القطاع الخاص وتقديم الإعفاءات الضريبية مع استمرار المستثمرين المحليين في اتجاههم إلى الأسهم كوسيلة للتحوط من مخاطر التضخم.

تراجع التضخم بشكل مفاجئ على أساس شهري، لكنه استمر في الارتفاع بقياس سنوي ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق. تحسن الميزان التجاري والميزانية بشكل طفيف في أكتوبر، لكنهم استمرا في تسجيل عجز، مما يسلط الضوء على الأزمة الاقتصادية المستمرة في البلاد.

صندوق النقد الدولي وإعادة جدولة الديون
أعلن رئيس كينيا أن الحكومة تخطط لإعادة شراء جزء من السندات الدولية التي أصدرتها كينيا والبالغ قيمتها 2 مليار دولار الشهر المقبل. كما أعلن عن عزم صندوق النقد الدولي بزيادة حجم التمويلات المقدمة لكينيا بمقدار 938 مليون دولار. استوفت باكستان جميع بنود قرض الإنقاذ الذي وافق صندوق النقد الدولي على تقديمه وقيمته 3 مليارات دولار، مما ساعد البلاد في الحصول على موافقة الصندوق على تمويل بقيمة 700 مليون دولار قبل سداد ديونها، ودفع بزيادة الثقة في الاقتصاد الباكستاني.

خفض البنك المركزي في ملاوي قيمة عملته بنسبة 44%، حيث أدى شُح الدولار إلى خلق سوق موازية. ومن المتوقع أن يجتمع صندوق النقد الدولي مع البلاد لمناقشة تسهيل ائتماني مدته 48 شهرًا بقيمة 174 مليون دولار على مدار أربع سنوات. توصلت إثيوبيا إلى اتفاق لتعليق مدفوعات الديون مؤقتا وإعادة هيكلة السندات الدولية المستحقة العام المقبل والبالغ قيمتها مليار دولار. استندت إثيوبيا إلى إعادة التفاوض بشأن التزاماتها من خلال الإطار المشترك لدول مجموعة العشرين.

التطورات على الساحتين الجيوسياسية والمالية
الأحداث الجيوسياسية
إسرائيل / غزة واصلت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في بداية الشهر ورفضت الموافقة على وقف إطلاق النار. وفي بيان لاحق، انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التفجيرات التي قامت بها إسرائيل، مشيراً إلى أنه لا يوجد سبب وجيه لها، وأكد أن وقف إطلاق النار سيكون مفيداً لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، صرح الرئيس الأمريكي بايدن بأن السلطة الفلسطينية يجب أن تحكم في نهاية المطاف قطاع غزة والضفة الغربية بعد الصراع بين إسرائيل وحماس. ومع مرور الشهر، توصلت حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النيران، بشرط إطلاق سراح بعض الرهائن
هولندا فاز النائب اليميني المتطرف جيرت فيلدرز، المناهض للاتحاد الأوروبي والهجرة، في الانتخابات الهولندية، كما حصل فيلدرز على 37 مقعدا في البرلمان.
الارجنتين فاز مايلي، وهو ليبرالي يميني متطرف، بالانتخابات الرئاسية بعد حصوله على حوالي 56% من الأصوات أمام منافسه اليساري، وزير الاقتصاد سيرجيو ماسا.
الولايات المتحدة/ الصين التقى الرئيسان بايدن وشي للمرة الأولى منذ عام في كاليفورنيا، حيث اتفقا على استئناف الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى.
بريطانيا أقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، بعد أن وصفت المسيرات المؤيدة للفلسطينيين بأنها “مسيرات كراهية”.
التطورات على الصعيد المالي
اليابان أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن حزمة تحفيز مالي بقيمة 17 تريليون ين (113 مليار دولار) لتحفيز الاقتصاد والمساعدة في وضع حد لتراجع العملة.
بريطانيا أعلن المستشار جيريمي هانت عن العديد من إجراءات التخفيضات الضريبية، التي تصل قيمتها إلى 21 مليار جنيه استرليني (26.2 مليار دولار) في شكل تحفيزات مالية وزيادة حادة في العبء الضريبي الحكومي.

 

موضوعات متعلقة

Leave a Comment