رئيس جامعة الأزهر الأسبق:
القرآن الكريم أحسن الكلم وأجمله وأعذبه وأبلغه وأحسن القصص
عميد كليةالدراسات العليا الأسبق:
قضية السلم هي القضية الراسخة في الفكر الإسلامي
في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بأبنائها لتنمية الجوانب العلمية لديهم، وشيوع روح التنافس الكريم بينهم والسعي الدءوب لمواكبة مستجدات العصر، واستمرارًا لخطة وزارة الأوقاف في التدريب والتأهيل، وفي إطار الجهود المبذولة من الوزارة للإعداد المتميز للأئمة والواعظات وصقلهم بمختلف المعارف والعلوم، انطلقت اليوم الأحد الموافق ٤/ ٢/ ٢٠٢٤م بأكاديمية الأوقاف الدولية المكونات العلمية والتثقيفية (الشرعية) للدفعة الثامنة من الدورة المتكاملة، بمحاضرة أ.د/ إبراهيم صلاح الهدهد أستاذ البلاغة ورئيس جامعة الأزهر الأسبق ، حول كتاب: “الكمال والجمال في القرآن الكريم”، والمحاضرة الثانية أ.د/ عبدالله مبروك النجار عميد كلية الدراسات العليا الأسبق ، بعنوان: “فلسفة الحرب والسلم والحكم”، وذلك لعدد ( ٧٠ ) إمامًا وواعظة من الدفعة الثامنة في الدورة المتكاملة.
وخلال محاضرته أكد أ.د/ إبراهيم صلاح الهدهد أن القرآن الكريم هو الكمال كله والجمال كله والجلال كله، وأن الكمال والجمال والجلال يتصل باعتقاد المؤمن في الذات العلية، وأن القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز، وهو أحسن الكلم وأجمله وأعذبه وأبلغه وأحسن القصص، وأن النص القرآني معجز ببلاغته وبيانه وقد استعمل القرآن الكريم أرقى أساليب البيان العربي، وأن آيات الأحكام الشرعية في أعلى درجات البلاغة، وأن الذكر الحكيم حين يحدثنا عن الأحكام الشرعية فإنه يتحدث ببلاغة عالية القدر معجزة للإنس والجن قاطبة، ويوضح ذلك قول الإمام الشافعي في الرسالة حيث يقول: الجملة العربية لها طبيعة تختلف عن طبيعة بناء أي جملة في لغة من لغات العالم، ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميع ألفاظه إنسان غير نبي فكانت إحاطة سيدنا رسول الله “صلى الله عليه وسلم” باللسان العربي لفظًا وبنيةً ودلالةً وروحًا آية من آيات الإعجاز.
وفي محاضرته أكد أ.د/ عبد الله مبروك النجار أن الحرب ليست غاية ولا هدفًا لأي دولة رشيدة أو حكم رشيد، كما أنها ليست نزهة أو فسحة، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: “لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموه فاصبروا”، وإنما شرعت الحرب لرد الاعتداء ودفع العدوان، فهي حرب في جملتها حرب دفاعية، لا بغي فيها ولا اعتداء.
موضحا أن قضية السلم هي القضية الراسخة في الفكر الإسلامي، وأن السلام الحقيقي يقتضي أن يكون الإنسان في سلام مع نفسه، مع أصدقائه، مع جيرانه، مع الإنسان والحيوان والنبات والجماد، مع الكون كله، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم”.
مؤكدا أن الإسلام لم يضع قالبًا جامدًا صامتًا محددًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنه، وإنما وضع أسسًا ومعايير متى تحققت كان الحكم رشيدًا يُقره الإسلام، ومتى اختلت أصاب الحكم من الخلل والاضطراب بمقدار اختلالها.