كلمة وزيرالأوقاف في مؤتمر كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر

 

وزير الأوقاف في كلمته بمؤتمر كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر :
لا ينكر مكانة السنة من التشريع إلا جاحد أو معاند
ويؤكد :
نواجه كل وسائل الهدم بمزيد من العمل ومزيد من الجهد ومزيد من البناء
ونواجه بقوة وعزيمة الإفراط تشددًا والتفريط تسيبًا على حد سواء لا يشغلنا أحدهما عن الآخر
كما يؤكد:
للأزهر دور بارز في خدمة علوم الدين واللغة العربية

شارك معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الثلاثاء 14 مايو 2024م في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الخامس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بجامعة الأزهر بالقاهرة: “دور مشايخ الأزهر في خدمة العلوم الشرعية والعربية”، بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبحضور أ.د/ محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأ.د/ سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، وأ.د/ محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وأ.د/ محمد الشربيني نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب والتعليم، وأ.د/ رمضان الصاوي نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، وأ.د/ محمد عبد المالك نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، وأ.د/ محمد فكري نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، وأ.د/ أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، وأ.د/ رمضان محمد محمود حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقاهرة.
وفي كلمته أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أنه لا ينكر مكانة سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) من التشريع إلا جاحد أو معاند، حيث يقول سبحانه: “مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا”، وقد أنبأنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن بعض ما سيكون وما هو كائن وما حدث في القرون والعقود الماضية من محاولات بائسة للنيل من سنته (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): “يوشِكُ أنْ يقعُدَ الرجلُ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ ، يُحَدَّثُ بحديثٍ مِنْ حديثي ، فيقولُ : بينَنَا وبينَكُمْ كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه مِنْ حلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ ، وما وجدَنا فيه مِنْ حرامٍ حرَّمْناهُ ، ألَا وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ مثل ما حرَّمَ اللهُ”، ويقول الحق سبحانه: “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا”، ويقول (عز وجل): “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”.
مؤكدًا أن للأزهر عبر تاريخه الطويل جهودًا عظيمة في خدمة كتاب الله (عز وجل) وخدمة السنة النبوية المشرفة وخدمة اللغة العربية، وكما قال أهل العلم: إن فهم الكتاب والسنة فرض واجب، ولا يتم إلا بتعلم اللغة العربية – وهو شرط أصيل في المجتهد والمفسر – وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب، ويأتي عنوان هذا المؤتمر ليلقي الضوء على جانب يسير، من جهود علماء الأزهر الشريف في هذا المجال، مذكرًا بقول أحمد شوقي (رحمه الله):
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا
وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاِجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ
في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّماً
لِمَساجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
وَاِخشَع مَلِيّاً وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ
طَلَعوا بِهِ زُهراً وَماجوا أَبحُرا
زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُم
حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا
ويقول هاشم الرفاعي في أفضل أبيات يمكن أن تتحدث عن علماء الأزهر:
ما قامروا بالدين في سبل الهوى
كلا ولا اتَخِذوا الشريعة متجرا
عاشوا أئمة دينهم وحماته
لا يسمحون بأن يباع ويشترى
وإذا كان شيوخنا العظام قد أدوا رسالتهم ولقوا ربهم كما يقول هاشم الرفاعي:
ثم انطوت تلك الشموس وإنها
لأشد إيماناً وأطهر مئزرا
فإننا نتحمل تلك الأمانة على العهد أوفياء لديننا ولوطننا وأزهرنا الشريف، نواجه كل وسائل الهدم بمزيد من العمل، ومزيد من الجهد، ومزيد من البناء، فهذا أوان مضاعفة الجهد والعمل، وقد سُئل أحدهم ما حال فلان؟ قال: إذا قيل له إن القيامة غدًا ما وجد مزيد عمل يعمله، هذا أوان العمل لنواجه كل عوامل الهدم بمزيد من الجهد ومزيد من العمل ومزيد من البناء.
مؤكدا أن الأزهر الشريف انتهج عبر تاريخه الطويل المنهج الوسطي دون إفراط أو تفريط، فكما نواجه كل ألوان الإفراط والتشدد فإننا نواجه بهذه العزيمة ومنتهى القوة والحزم كل عوامل التفريط والتسيب والخروج عن جادة الطريق.
وإذا كنا حريصين على العمل من أجل استعادة خطابنا الديني ممن حاول أن يختطفه يمنة أو يسرة، تشددًا وإفراطًا، أو تسيبًا وتفريطًا، فعلينا أن نبذل طاقتنا أيضا بألا يختطف أزهرنا الشريف، وأن يكون كل منا في كليته أو مؤسسته أو جامعته أمينًا على المنهج الوسطي لا نسمح لأحد أن يختطفه أو أن يجور عليه تشددًا أو تسيبًا، لنقف صفًا وسطيًا حقيقيًا في مواجهة أي محاولة اختطاف أو اختراق لمنهجه الوسطي.
مختتمًا كلمته بأبيات للأستاذ الدكتور/ إبراهيم علي أبو خشب:
الأزهر المعمور شيخ يا أخي لبس العمامة
ومشى بها على أرض القداسة والطهارة والكرامة
وأشاع هذا النور وهو موقر لم يحني هامة
أنا ما عرفت سواه يبذل دون شح أو سآمة
تاريخنا هذا وفيه الأزهر المعمور شامة
مؤكدًا أن كلمة الأزهر في اللغة تعني: الأبيض النقي الصافي المشرق اللامع، والأزهران الشمس والقمر، وسيظل الأزهر بإذن الله صافيا نقيا مشرقا في خدمة الدين وخدمة اللغة، حفظ الله مصر حفظ الله الأزهر، مشيدًا بالمؤتمر وموضوعه.
وخلال المؤتمر أهدى كل من أ.د/ محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر وأ.د/ سلامة داود رئيس جامعة الأزهر وأ.د/ رمضان محمد محمود حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر درع كلية الدراسات الإسلامية والعربية لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تقديرًا لجهوده في نشر الفكر الوسطي المستنير وخدمة اللغة العربية.

موضوعات متعلقة

Leave a Comment