بقلم/مصطفى حسين
السنةالنبوية هى السنة المتواترة وهى التى رواهاعن النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى عصرالصحابة وعصرالتابعين وعصرتابعى التابعين ولان نقل السنةالمتواترة لابدمن صحة نسبتها الى النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأكثرالسنة المتواترةهى السنة الفعلية وذلك لاطلاع الصحابة رضى الله عنهم على أفعال النبى محمد صلى الله عليه وسلم التى فعلها أمامهم بقصد التشريع كالوضوء والصلاةوالحج
والسنة القوليةالمتواترمنها قليل حيث قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم “من كذب على متعمدافليتبوأمقعده من النار”والسنةالمشهورةوهى التى رواهاعن النبى محمد صلى الله عليه وسلم صحابى واحد أوجمع لم يبلغ حد التواترثم رواها فى عصرالتابعين وعصر تابعى التابعين جمع بلغ حدالتواترفالاشتهار يكون فى عصرالتابعين وعصرتابعى التابعين لا العصورالتى بعدها ومن أمثلةالسنة المشهورة
الحديث الذى رواه عمربن الخطاب رضى الله عنه عن النبىمحمد
صلى الله عليه وسلم قال”إنماالأعمال بالنيات وإنمالكل إمرئ مانوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيايصيبها أوإمراةينحكها فهجرته إلى ماهاجرإليه”
وسنةالأحادوهى التى رواهاعن النبى محمد صلى الله عليه وسلم راوى واحد أوعددلم يبلغ حدالتواترفى العصورالثلاثةوهى عصرالصحابة وعصر التابعين وعصرتابعى التابعين وسنةالاحادهى تفيد الظن بنسبةالمروى الى النبى محمد صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة يتشددون فى الاخذبها وأبوبكروعمررضى الله عنهما كانالايقبلان الحديث من رواية إلاإذاشهد إثنان أحدهم الراوى على أنهماسمعاه من النبى محمد صلى الله عليه وسلم وكان على بن أبى طالب رضى الله عنه يستحلف الراوى على صدق روايته
والأئمةالأربعةأبوحنيفة النعمان ومالك بن أنس وأحمدبن حنبل ومحمدبن إدريس الشافعى كانوا يأخذون بسنة الأحاد بشروط أربعة وهى الإسلام والعدالة والعقل والضبط وشرط الإسلام هوأن يكون راوى الحديث مسلم لان غيرالمسلم يسعى الى النيل من الاسلام وشريعته وأن غيرالمسلم يكذب على النبى محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق وضع أحاديث وترويجها تعصبا منه وحقداعلى هذا الدين العملاق وشريعته السمحة وشرط فى صحةالرواية هوالتصديق والإقراربالله تعالى وأسمائه وصفاته وقبول أحكامه والتزام شريعته وأداءفرائضه والعدالة هى ملكة عند الانسان تحمله على ملازمة التقوى والمروءةوالمعتبرهناهورجحان جهة الدين والعقل على داعى الهوى والشهوةوالعقل هناهوكماله وهومقدربالبلوغ فمن بلغ عاقلا تحقق فيه هذاالشرط وقبلت روايته والضبط هوسماع الكلام كمايحق سماعه ثم فهمه بمعناه الذى أريدبه
كماتوجد شروط أخرى زادهابعض الفقهاءوهى ألايعمل الراوى بخلاف مارواه عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم فإن عمل بخلاف مارواه فلايوخذ بمارواه مثل حديث عن أبى هريرةأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال”إذاولغ الكلب فى إناءأحدكم فليغسله سبعا إحداهن بالتراب الطاهر”أبوحنيفة لم يأخذ بهذا الحديث لان أبى هريرة لم يعمل به وإكتفى بغسل الإناءثلاثة فقط ومثل ماروى عن عائشة رضى الله عنهاأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال”أيما إمراةنكحت بغيرإذن وليهافنكاحها باطل” وأبوحنيفة لم يأخذ بالحديث لان السيدةعائشةخالفته فى العمل حينما زوجت إبنةأخيها حفصة بنت عبد الرحمن بن أبى بكرحينما كان غائبا فى الشام بدون إذنه وهوالولى على إبنته
وألايكون مارواه فى أمريكثروقوعه بين الناس فإن كان ممايكثروقوعه أدى إلى كثرةروايته بالضرورة مثل حديث”الجهربالتسمية فى الصلاة الجهرية”وأبوحنيفة لم يأخذبه لانه أمريكثروقوعه فى الصلاةولماثبت أن الخلفاءالراشدين كانوايعملون بخلافه وقدكانوايصلون خلف النبى محمد صلى الله عليه وسلم فلوكان يجهربالتسمية لنقلواعنه ذلك
وزادالامام مالك ألايكون المروى مخالفا لعمل أهل المدينةلانه يرى أن ماعليه أهل المدينة فى ألامورالدينية هورواية إشتهرت وإستفاضت وتناقلهاالناس جيلابعد جيل لانهاعبارة عن روايةألف عن ألف عن ألف حتى تصل إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم مثل حديث عبدالله بن مسعود “أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم كان إذاأراد الخروج من الصلاةسلم سلامين أحدهماعن يمينه والأخرعن يساره”حيث لم يأخد الامام مالك بهذاالحديث وإكتفى بسلام واحد لانه رأى أهل المدينة يسلمون سلاما واحدا