رئيس جامعة المنوفية يستقبل فضيلة المفتي للمشاركة في ندوة بالجامعة في إطار مبادرة السيد رئيس الجمهورية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، وفضيلة المفتي يؤكد في كلمته:
– العلم النافع هو السبيل إلى قيادة ركب التطور والتقدم
– لا مفرَّ من إحياء القيم الأخلاقية فهي التي تحفظ على الإنسان فطرته السليمة وتوازن بين احتياجاته وتجعله قادرا على التفكير والعمل والبناء
– الدين يضبط السلوك ويرشد الإنسان إلى الصواب، والأنبياء جميعا دعوا إلى الخير وحذروا من الفساد، والأمم تنهض بالأخلاق
– دعا الشرع الشريف إلى رعاية الإنسان في بناء عقله وجسده، والرياضة مما يتحقق بها ذلك الأمر
– فضيلة المفتي مخاطبا الطلاب: “المكان الذي أنتم فيه أمانة، فبالعلم تُبنى الأمم، وأنتم في ميدان عظيم، وأنتم مسؤولون أمام الله عن هذه الأمانة”
***
استقبل الأستاذ الدكتور أحمد القاصد، رئيس جامعة المنوفية، فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور صبحي شرف، نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة وخدمة المجتمع، والأستاذ الدكتور ناصر عبد الباري، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، والأستاذ الدكتور إكرامي جمال، الأمين العام لجامعة المنوفية، وخلال اللقاء تمت مناقشة سبل التعاون المشترك بين دار الإفتاء المصرية وجامعة المنوفية لتعظيم الاستفادة من كليات ومراكز وأبحاث الجامعة ومن خبرات وفتاوى وإدارات وإمكانات دار الإفتاء المصرية. وقد جاءت هذه الزيارة في إطار مشاركة فضيلة المفتي في الندوة التي نظمتها جامعة المنوفية ضمن مبادرة السيد رئيس الجمهورية “بناء الإنسان بداية جديدة”، وشهدت الندوة حضور لفيف من عمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، والطلاب.
وفي مستهل كلمته هنَّأ فضيلة المفتي الحضور بمناسبة ليلة النصف من شعبان وقرب حلول شهر رمضان المبارك، سائلًا الله عز وجل أن يديم الأمن والأمان على وطننا الحبيب مصر والأمتين الإسلامية والعربية. كما وجه الشكر لمحافظ المنوفية ورئيس الجامعة ونوابه وجميع الحاضرين على حسن الاستقبال.
وأكد فضيلته أن الإنسان أمين وسيد في هذا الكون؛ فهو خليفة الله تعالى في أرضه، لكنه أصبح اليوم شبيهًا بالآلة التي تتحرك كما يُراد لها، مما أفرز عقولًا خاوية ونفوسًا ضعيفة أدت إلى الاستهانة بالأخلاق، وأنه لا مفرَّ من إحياء القيم الأخلاقية فهي التي تحفظ على الإنسان فطرته السليمة وتوازن بين احتياجاته وتجعله قادرًا على التفكير والعمل والبناء.
وشدد فضيلته على أهمية بناء الإنسان بناءً متكاملًا، يتضمن الالتزام بالأسس الدينية، والبناء الروحي والتعبدي، والبناء السلوكي والمعرفي، والبناء البدني والفكري.
وأوضح فضيلته أن الأسس الدينية تتمثل في بناء علاقة الإنسان بخالقه على الإيمان الصحيح والتوحيد، بينما يرتكز البناء الروحي والتعبدي على تزكية النفس وأيضا من خلال العبادة الصحيحة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى. أما الجانب البدني والفكري، فقد أشار فضيلته إلى أن الإسلام لم يقتصر على الشعائر والعبادات فقط، بل أباح للإنسان ممارسة الرياضة والترفيه مع الحفاظ على الجسد، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، وقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”.
وأكد فضيلته أن العقل هو النعمة الكبرى التي يميز بها الإنسان بين الحق والباطل، وأن الله أنزل الشرائع بعد أن أخذ العهد والميثاق على الإنسان بالالتزام بها، لذا فإن الابتعاد عن الدين يؤدي إلى فساد النفس.
ونبَّه فضيلة المفتي أن الأخلاق تنطلق من أسس دينية، محذرًا من المجتمعات التي تقوم على المصالح النفعية حيث لا مكان فيها للضعيف، وتُبرر فيها الوسائل للوصول إلى الغايات، موضحًا أن الدين هو الضابط الذي يحفظ الأخلاق ويرشد الإنسان إلى الصواب.
كما أشار فضيلته إلى أن الأمم تنهض بالأخلاق، وأن جميع الأنبياء دعوا إلى الخير وحذروا من الفساد، لافتًا إلى أن الله تعالى أرسى قواعد الدين ليكون سترًا للإنسان وحافظًا له، مستشهدًا بقوله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
وتطرق فضيلته إلى قضية ثبات القيم الأخلاقية، مشيرًا إلى الفيلسوف أوجست كونت الذي أنشأ دينًا سماه “دين الإنسانية”، لكنه لم يستمر لأن القيم لا تتغير، وأوضح فضيلته أن الأخلاق ترتبط بالدين، فالكرم يجب ألا يتحول إلى إسراف، والشجاعة يجب أن تكون بين التهور والجبن، والحرية يجب ألا تؤدي إلى الانفلات.
كما أكد فضيلته على أهمية البناء العلمي، موضحًا أن العلم هو نقطة الانطلاق نحو العلم والنهضة والتقدم، وخاطب الطلاب قائلًا: “المكان الذي أنتم فيه أمانة، فبالعلم تُبنى الأمم، وأنتم في ميدان عظيم، وأنتم مسؤولون أمام الله عن هذه الأمانة”.
من جانبه، رحّب الأستاذ الدكتور أحمد القاصد بفضيلة المفتي، مؤكدًا حرص الجامعة على تعزيز التعاون في القضايا الفكرية والدينية، ومُسلِّطًا الضوء على بعض الأنشطة العلمية والثقافية والاجتماعية التي تقوم بها الجامعة لخدمة الطلاب والمجتمع، طالبا من فضيلة المفتي تكرار الزيارات والندوات لاحتياج طلاب الجامعة إلى مثل هذه الندوات التي تثري الفكر وتحصن الشباب ضد الأفكار الهدامة. وفي لفتة تقدير، قدّم رئيس الجامعة درع الجامعة هديةً لفضيلة المفتي تقديرًا لجهوده الدعوية والعلمية.
هذا وبعد انتهاء الندوة شارك فضيلة المفتي في مناقشة رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين بالمنوفية جامعة الأزهر، بعنوان “فلسفة الاختلاف وأثرها في الفكر الإسلامي بين الماضي والحاضر – دراسة تحليلية نقدية” للباحث/ أحمد عبد الخالق العراقي الشامي.