العالم اليوم أمام أزمة كونية قاسية لم تعد تتحمل أن نقف أمامها موقف المتفرج
صديق يستعرض جهود جامعة الأزهر تجاه التغيرات المناخية
ألقى الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، اليوم، كلمة في الجلسة الافتتاحية للملتقى البيئي العاشر لجامعة الأزهر، والذي يأتي بعنوان: “من أجل المناخ إفريقيا في القلب”، وذلك بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وأ.د سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، بالإضافة إلى نخبة من علماء وأساتذة وطلاب جامعة الأزهر.
وفي بداية كلمته قال نائب رئيس جامعة الأزهر، إن مصرنا الحبيبة محفوظة بأمر الله أولًا ثم بعطاءه لها أن مَنَّ عليها بالأزهر الشريف، تلك المؤسسة العريقة التي شكّلت حضارة مصر وعبق تاريخها لأكثر من ألف عام، فحوت بين جنبات أروقتها علوم الدين والدنيا، حتى قيل في فضل الأزهر أنه لا يوجد على وجه الأرض بقعة جمعت من علماء الأرض وصلحائها، والجهد في طلب العلم وتعلمه وتعليمه، مثل الأزهر الشريف.
وأوضح صديق، أن البشرية مهما بلغت من مكانة وسطرت من ابتكارات وإبداعات، فإنها لم ولن تنعم بحياة آمنة دون أن تعود إلى أخلاقيات الكون التي تضمن الأمان للجميع، ليعلموا أن القرار الفردي في الحفاظ على البيئة جزء لا ينفكُّ عن القرارات الدولية، وكلاهما رهينة أساسية لقاعدة الاستخلاف في الأرض وإعمارها.
وأكد صديق أن العالم اليوم أمام أزمة كونية قاسية لم تعد تتحمل أن نقف أمامها موقف المتفرج بعد أن سمع الجميع صيحاتها تدق كل نواقيس الخطر، وتطرق أبواب أصحاب القرار في عالمنا المعاصر لأن يكون مشكاة نجاة لأنفسهم قبل بيئتهم، مشددا على دور الإنسان في التخفيف من حدة آثار تلك الكوارث البيئية؛ لكونه المسؤول الأول في تسببها.
وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر، أن ديننا الحنيف كان موقفه من هذه الأزمة شديد الوضوح في التأكيد على وجوب احترام البيئة احترامًا شرعيًا والتحذير من العبث بها، فلم يكن الإسلام يومًا ما حائلًا بين الإنسان ومتاع الدنيا، وإنما منهجه يقوم على الحفاظ علي هذا المتاع.
واستعرض صديق أبرز جهود جامعة الأزهر تجاه الأزمة العالمية للتغيرات المناخية والبيئية، والتي انطلقت بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر بالاستجابة العاجلة لكل مشاركة محلية ودولية من شأنها أن تسهم في تقديم حلول ناجعة لعبور هذه الأزمة، حيث شاركت جامعة الأزهر بمؤتمر التغيرات المناخية الذي نظمته الأمم المتحدة واستضافته مصر في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر ٢٠٢٢، بالإضافة إلى المشاركة في مؤتمر الأطراف (COP27) والتأكيد على مجموعة من الحلول العلمية والواقعية لتجاوز هذه الأزمة الكونية وتداعياتها على الجيل الحالي والأجيال القادمة.
وأضاف صديق أن جامعة الأزهر نظمت خلال السنوات الماضية نظمت العديد من الملتقيات العلمية، ففي عام 2017م أطلقت الجامعة المؤتمر العلمي الدولي الأول للبيئة والتنمية المستدامة وخدمة المجتمع بعنوان: «الطاقة..حق ومسئولية»، كما عقدت الجامعة مؤتمرها العلمي الدولي الثاني للبيئة والتنمية المستدامة بعنوان: «مواردنا .. حياتنا»، كما أطلقت الجامعة منتدياتها الدولية التي انعقدت خلال الأعوام السابقة، والتي كان أبرزها:« نقطة مياه تساوي حياه 2019م، منتدى التنوع البيولوجي، منتدى التكيف والتخفيف 2022م، المنتدى الحواري الأول للقضايا المجتمعية 2022م، ومنتدى من أجل المناخ افريقيا في القلب 2022م، ومنتدى تعزيز قدرات المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية 2022.
كما أكد صديق أن تلك الجهود تأتي انطلاقًا من الدور الإقليمي لجامعة الأزهر لتعزيز جهود الدولة المصرية في مواجهة القضايا المحلية والعالمية، حيث استهدف المؤتمر تبني سياسات وآليات التنفيذ لمواجهة هذه التغيرات وفقًا لرؤية مصر 2030 في جانب الأمن البيئي.
وتنظم جامعة الأزهر اليوم الثلاثاء، وعلى مدار ثلاثة أيام متواصلة بمركز الأزهر للمؤتمرات، فعاليات الملتقى البيئي العاشر بعنوان: “أفريقيا في القلب..من أجل المناخ” تحت شعار “بيئتنا حياتنا”،حيث يناقش الملتقى خمسة محاور رئيسة هي: التنمية الاقتصادية وبناء المرونة للعمل المناخي، الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ES6 ، دور الجامعات في التحول الرقمي نحو الاقتصاد الأخضر، حشد التمويل العلمي للتكيف والمرونة، المساهمات الطلابية في المشروعات الخضراء، تنمية الأفكار والإبداع لطلاب الجامعات.