وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد الفتح بالزقازيق بمحافظة الشرقية:
أولى الناس برسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة أكثرهم عليه صلاة
وحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن نفسه كان إمّا تعليمًا لأمته بالقدوة أو تذكرًا لنعم الله عليه وشكرًا لها
الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأن تكون في حياتك وعملك رحمة ورفقًا ويسرًا على الناس جميعًا
ويؤكد:
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأهله وخير الناس لأصحابه وخيرًا للناس جميعًا
ومن لا خير للناس ولوطنه فيه فلا خير فيه أصلًا
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، وفي ضوء اهتمام وزارة الأوقاف بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 1/ 9/ 2023م خطبة الجمعة بمسجد الفتح بالزقازيق بمحافظة الشرقية، تحت عنوان: “النبي (صلى الله عليه وسلم) كما تحدث عن نفسه”، بحضور فضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الديار المصرية، ومعالي أ.د/ ممدوح غراب محافظ الشرقية، ومعالي الدكتور/ هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، ومعالي الدكتور/ أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وسيادة اللواء طيار مدحت زكي مدير الكلية الجوية، والعميد أ.ح/ وائل صابر المستشار العسكري للمحافظة، والدكتور/ أحمد عبد المعطي نائب المحافظ، والمهندس/ سامي معجل السكرتير العام المساعد، والشيخ/ مجدي بدران عمار مدير مديرية أوقاف الشرقية، والشيخ/ زكريا الخطيب مدير مديرية أوقاف المنوفية، والدكتور/ محمد إبراهيم حامد وكيل مديرية أوقاف الشرقية، والدكتور/ ناصر عبد الأعلى عطية مدير الدعوة وعدد من القيادات الدعوية والتنفيذية بالمحافظة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي خطبته أكد وزير الأوقاف أن الحق سبحانه وتعالى تحدث عن نبيه محمدًا (صلى الله عليه وسلم) حديثًا كاشفًا فقال: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا”، ويقول سبحانه: “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”، ويقول سبحانه: “وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا”، ويقول سبحانه: “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ”، وفي هذا يقول (صلى الله عليه وسلم): “أنا أولى بكلِّ مسلمٍ من نفسِه من ترك مالًا فلورثته، ومن ترك دينًا أو ضياعًا أي: أولادًا صغارًا فإليّ وعليّ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “أنا فرَطُكم على الحوضِ” أي: أتَقدَّمُكم وأسبِقُكم إليه، “مَن مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، ومَن شَرِبَ لَمْ يظمأ أبدا ”
وهو ( صلى الله عليه وسلم ) أول شافع وأول مشفع، يقول له رب العزة يوم القيامة: “يا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأْسَك، وقُلْ: يُسْمَعْ لك، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، أنت تقول أمتي أمتى، وأنا أقول رحمتي رحمتي”، فهل تريد أن تكون من أهل شفاعته (صلى الله عليه وسلم)؟، فقد أعطاك المفتاح، مفتاح الشفاعة، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إذا سمعتُم المؤذنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ، ثم سلوا اللهَ لي الوسيلةَ فإنها درجةٌ في الجنةِ لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد اللهِ وأرجو أن أكونَ أنا ذلك العبدُ، فمن سألَ اللهَ لي الوسيلةَ حلّتْ عليه شفاعتي يومَ القيامةِ”، فمن أولى الناس بشفاعته (صلى الله عليه وسلم) والشرب من يده الشريفة من الحوض؟ يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أَولَى النَّاسِ بي يومَ القيامَةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً”، نسأل الله أن يرزقنا شفاعته وأن يرزقنا عند الحوض بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.
ويقول الحق سبحانه وتعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”، فهو (صلى الله عليه وسلم) القدوة الحسنة، قدوتنا وأسوتنا وسيدنا وحبيبنا، هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعندما يتحدث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن نفسه، إنما يتحدث معلمًا لأمته ليقتدوا به، يقول لكم أنا على هذا الطريق فمن أراد أن يكون من أهل شفاعتي ومن أولى الناس بي فليتبع هداي، وهديه كله رحمة، قال (صلى الله عليه وسلم): “إِنِّي لَمْ أُبَعْثَ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً” ويقول (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّــتًا وَلَا مُتَعَنِّــتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّـرًا”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به”، ويقول الحق سبحانه وتعالى: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”، فمن لا يَرحم لا يُرحم، والراحمون هم من يرحمهم الرحمن، يقول (صلى الله عليه وسلم): “إِنِّي لَمْ أُبَعْثَ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً ” فالاقتداء به (صلى الله عليه وسلم) أن تكون في حياتك وعملك رحمة ورفقًا ويسرًا على الناس جميعًاوكان نبينا(صلى الله عليه وسلم) .
وقد كان ( صلى الله عليه وسلم) يقوم الليل حتى تتفطر قدماه من طول القيام فتسأله أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) تقول: “يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟!، فقال (صلى الله عليه وسلم): يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا”، كان (صلى الله عليه وسلم) يستغفر ويقول: “إني لأستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم وليلة أكثر من سبعين مرة”، فليس شرطًا أن يكون الاستغفار من ذنب، فقد يكون الاستغفار من الشعور بعدم إدراك الكمال في طاعة الله ؟ لأنك مهما عبدت الله )عز وجل) لن توفيه حقه، الإنسان الذي يصلي يشعر أنه مقصر في جنب الله (عز وجل) ويستغفر لتقصيره ويسأل الله القبول، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ”، لو أنه (صلى الله عليه وسلم) قال هذا وسكت لم يكن في الكلام بلاغة، ولكنه (صلى الله عليه وسلم) قال: “وأَنا خيرُكُم لأَهْلي”، وكأنه (صلى الله عليه وسلم) قال من أراد أن يقتدي بي فليكن خيرًا لأهله، ولقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأبنائه، وخير الناس لأحفاده، وخير الناس لأتباعه وأمته، وخير الناس للناس، ويمكن القول بأن من لا خير للناس فيه فلا خير فيه أصلًا، ومن لا خير لوطنه فيه فلا خير فيه أصلًا، يقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمي:
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ
عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ
وقالوا: ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، على أننا نؤكد على أن كلمه الأهل كلمة واسعة تشمل الأهل والأصدقاء والوطن، وعلينا في هذه الأيام المباركة الطيبة أن نكثر من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهو القائل: “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا”، وهو القائل: “إنَّ للَّهِ ملائِكةً سيَّاحينَ في الأرضِ يبلِّغوني عن أمَّتيَ السَّلامَ”، وقال بعض العلماء العارفين إذا أردت أن تدعو فابدأ بالصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ثم قل في دعائك ما شئت، تم اختم بالصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، فإن الله (عز وجل) أعظم وأكرم من أن يقبل الصلاتين ويرد ما بينهما، فأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واقتدوا به يكن فرطًا لكم عند الحوض، وأولى بكم يوم القيامة.