( تدوين السنةالنبوية)

             

 بقلم/مصطفى حسين

 كان النبى محمد صلى الله عليه وسلم ينهى الصحابةعن كتابة السنة حتى لا تختلط بالقرءان وقال النبى محمد صلى الله عليه وسلم”لاتكتبواعنى ومن كتب عنى غيرالقرءان فليمحه وحدثواعنى ولاحرج ومن كذب على متعمدافليتبوأ مقعده من النار”ومع ذلك فقدأذن النبى محمد صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة كتابةالسنة فقدروى عن عبدالله بن عمروقال كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله وحتى لايكون تعارض بين النصوص فإن النبى محمد صلى الله عليه وسلم لم ينهى عن كتابة السنة نهائى وإنماكان موجها الى كتاب الوحى خاصة وأن نهى النبى محمد صلى الله عليه وسلم عن كتابة السنة فى بدءنزول الوحى حتى لاتختلط السنة بالقرءان ثم أذن النبى محمد

صلى الله عليه وسلم  للصحابة بعدذلك فى كتابة السنة حين إطمأن إنهالن تختلط بالقرءان ومادون من السنة فى حياةالنبى محمد صلى الله عليه وسلم  كان قليلاجدا فقدكانت محاولات فردية قام بها بعض الصحابة كعبدالله بن عمروثم إستمرالحال على ذلك فى عهدالخلفاءالراشدين حيث كانواينهون عن تدوين السنة حتى لاينصرف الناس عن القرءان وخوفا من أن يدخل فى السنة ماليس منهاوكانت البدايةالحقيقة لتدوين السنة فى زمن الخلفاءالعباسيين وكانت فى بدايةأوائل القرن الثانى الهجرى عندما طلب الخليفةعمربن عبدالعزيزخامس الخلفاءالراشدين والى المدينة فى عهدأبى بكرمحمدبن عمربن حزم أن يكتب حديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم  خوفا من درس العلم وذهاب العلماء وإستجاب أبوبكرمحمدبن حزم والى المدينة لطلب عمربن عبدالعزيزوكتب فى الحديث كتباولكن توفى عمربن عبدالعزيزقبل الانتهاءمن كتابةالحديث ولكن دعوةعمربن العزيزالى كتابةحديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم وجدت صدى واسع وإستجابةلهافى جميع البلاد الاسلامية فبدأت حركة تدوين السنة فى كل مكان فى أرض الاسلام وأقبل عليهاالعلماء وأئمة الحديث بشغف فى مكةالمكرمة قام بجمع الحديث ابن جريح وفى المدينة المنورة محمدبن اسحاق ومالك بن انس وفى البصرةالربيع بن صبيح وحمادبن سلمة

وفى الكوفة سفيان الثورى وفى الشام الاوزاعى وفى اليمن معمروفى خراسان ابن المبارك وفى مصرالليث بن سعدوكانت طريقةالعلماءفى جمع السنة تتم وفقالطريقة التبويب الفقهى حيث تدون أحاديث الطهارة فى باب الطهارة وأحاديث الصلاة فى باب الصلاة وأحاديث الزكاة فى باب الزكاةوأحاديث الحج والمناسك فى باب الحج والمناسك وأحاديث البيوع فى باب البيوع وأحاديث القصاص  والديات فى باب القصاص والديات وأحاديث الحدود فى باب الحدود وهكذا لباقى الاحاديث كما كان الائمة والعلماءيقومون بتدوين السنة مختلطة بأقوال الصحابة والتابعين وفتاويهم

والمرحلةالثانية لجمع السنة كانت فى أواخرالقرن الثانى من الهجرةوكان العلماءيقومون بجمع السنةفى هذه المرحلة بطريق المسانيدأى تجمع الاحاديث التى رواها كل صحابى على حدة وإن إختلفت موضوعات هذه الاحاديث مثل الاحاديث التى رواهاأبى بكرتجمع تحت عنوان مسندأبى بكروالاحاديث التى رواهاعمرتجمع تحت مسندعمروهكذالباقى الصحابة فأساس الجمع فى هذه المرحلةهووحدة الراوى وليس وحدةالموضوع والمسانيد التى جمعت فى هذه المرحلة مثل مسندالامام أحمدبن حنبل هوالذى وصل الينامن هذه المسانيد وتميزت هذه المرحلة فى تدوين السنةعن  المرحلةالاولى بالاقتصارفى التدوين على ماروى عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم دون ماروى عن غيره من الصحابة والتابعين من الفتاوى والاراء

والمرحلة الثالثة من تدوين السنة بدأت فى منتصف القرن الثالث الهجرى وإستمرت حتى منتصف القرن الرابع الهجرى وإهتم الائمة والعلماءفى هذه المرحلة بالتفرقة بين الصحيح وغيرالصحيح من الاحاديث حيث وضعوا شروط لقبول الحديث لوتحقق فى الحديث هذه الشروط قبل وتم تدوينه وما لم يتحقق فيه لم يقبل وإستبعدمن التدوين وقام العلماءفى جمعهم للسنة فى هذه المرحلةعلى طريقة التبويب الفقهى وهى نفس الطريقة التى تم بها التدوين فى المرحلة الاولى حيث يتم جمع الاحاديث المتعلقة بكل موضوع على حدة وتدون تحت باب يحمل هذاالموضوع ومن اشهرماجمع فى هذه المرحلة كتاب السنة الستة والتى حازت مكانةعظيمة ومنزلةعندالفقهاء وعلماءالسنةحيث تعتبرهذه الكتب فى نظر الفقهاء والمجتهدين والباحثين  فى مجال الفقه الاسلامى المرجع الثانى بعدكتاب الله تعالى

موضوعات متعلقة

Leave a Comment