والعالم في حاجة ماسة إلى ما تنتهجه الدولة المصرية في عهدها الراهن
من ترسيخ أسس التعايش السلمي وقبول الآخر واحترام حق التنوع والاختلاف
شارك معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في احتفالية مؤسسة دار الهلال بمناسبة مرور 130 عامًا على تأسيسها، بحضور السيد المهندس/ أحمد عمر رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال، والسيد المهندس/ عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والأستاذ/ أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور، والدكتورة/ شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة سمير، والكاتبة الصحفية/ سمر الدسوقي رئيس تحرير مجلة حواء، حيث أكد وزير الأوقاف أن قضيتنا المشتركة هي قضية بناء الوعي العام، وأن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وندعو معًا إلى أهمية الحفاظ على الأوطان وإعلاء المصلحة العامة، فمصر ذات حضارة وثقافة لنا أن نفخر بهما وأن نبني عليهما، وأن العالم في حاجة ماسة إلى ما تنتهجه الدولة المصرية في عهدها الراهن، من ترسيخ أسس التعايش السلمي وقبول الآخر واحترام حق التنوع والاختلاف، بما يشكل أساسًا للعيش المشترك ويسهم في صنع وتحقيق السلام العالمي والإنساني.
وهذا نص كلمته :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله ، سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
وبعد :
فقضيتنا المشتركة هي قضية بناء الوعي العام ، سواء فيما يتصل بالبعد الديني أم الوطني أم الثقافي ، مؤكدين دائمًا أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، وأنه حيث تكون المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد فثمة شرع الله تعالى .
كما نؤكد أن عملية بناء الوعي عملية تضامنية بين جميع المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية والثقافية ، وأن أدوارنا في ذلك تتكامل ولا تتناقض ، فجميعنا نُجمع على أهمية مواجهة التطرف الفكري، وندعو معًا إلى أهمية الحفاظ على الأوطان ، وإعلاء المصلحة العامة ، وإلى إتقان العمل ، وإلى الصدق والأمانة ، والبعد عن كل الأدواء المجتمعية من الغش ، والتدليس ، والاحتكار ، والاستغلال ، وخيانة الأوطان حسية كانت أو معنوية ، فنعمل معًا على البناء لا الهدم ، بل نواجه الهدم بالبناء.
وإذ تحتفل دار الهلال اليوم بعيدها الثلاثين بعد المائة فإنها تحتفل بتاريخ عريق من الصحافة والفكر والأدب والثقافة ، فلم يكن دورها قاصرًا على الإصدارات الصحفية من صحف ومجلات فحسب ، إنما عنيت بالعديد من الإصدارات العلمية والأدبية والثقافية ، التي شكلت زادًا ثقافيًّا ومعرفيًّا عظيمًا .
وختامًا : نؤكد أن تاريخنا الثقافي تاريخ عريق لحضارة عظيمة تضرب في جذور التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام ، وهي مفعمة بالفكر والثقافة والقيم الإنسانية الراقية.
فمصر ذات حضارة وثقافة لنا أن نفخر بهما وأن نبني عليهما ، بما يبوء وطننا العزيز المكانة التي يستحقها في مصاف الأمم المتقدمة، مع تأكيدنا على أن العالم في حاجة ماسة إلى ما تنتهجه الدولة المصرية في عهدها الراهن؛ من ترسيخ أسس التعايش السلمي، وقبول الآخر، واحترام حق التنوع والاختلاف؛ بما يشكل أساسًا للعيش المشترك ، ويسهم في صنع وتحقيق السلام العالمي والإنساني ، وهو ما يستوجب منا بذل المزيد من الجهد، والمضي قدمًا في طريق الوسطية والاعتدال .