*ملتقى العصر بالجامع الأزهر: الله جعل سر العام كله في شهر رمضان*
*ملتقى العصر بالجامع الأزهر: أفضل مواسم الطاعات شهر رمضان.. فيه ليلة خير من ألف شهر*
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، فعاليات ملتقى العصر” باب الريان”، بالظلة العثمانية، تحت عنوان”فضل العشر الأواخر وأحكام الاعتكاف”، بحضورالدكتور أحمد محرم، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، والدكتور أيمن الحجار، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، وأدار الملتقى الشيخ كريم أبو زيد، منسق وحدة كتب التراث بالجامع الأزهر.
قال الدكتور أيمن الحجار، إن الله تعالى جعل سر العام كله في شهر رمضان، وجعل سر شهر رمضان في العشر الأواخر منه، وجعل سر العشر الأواخر في ليلة القدر، لذا ينبغي علينا الاهتمام بهذه الأيام الفاضلة، وأن نغتنم الأنفاس في طاعة الله تعالى، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» متفق عليه.
وعنها أنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ»، مؤكدًا على ضرورة اغتنام هذه الأيام بتلاوة القرآن والإحسان إلى الفقراء والمساكين، والدعاء، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، وحسن الخلق.
ووجه الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إلى التماس الأيام الفردية من العشر الأواخر من رمضان لما فيها من الفضل لأنها مظنة التماس ليلة القدر فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»، وعن دعاء ليلة القدر وأفضل الأدعية المأثورة بيّن أنه ورد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةَ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: «اللهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».
من جانبه بيّن الدكتور أحمد محرم، أنه لما كانت كثرة الملهيات والشواغل التي تفسد القلوب بصرفها عن الإقبال على الطاعات ولما كان المدار في الأعمال على القلوب وصلاحها شرع لنا الرحمن الرحيم من القربات والطاعات ما يحمي القلب ويقوي سيره إلى الله تعالى فسن لنا سنة الاعتكاف وهو تفريغ القلب للعكوف على العبادة والذكر لالتماس الأجر بتحري ليلة القدر والبعد عن الدنيا وعن ما يشغل القلب ويصرفه عن طاعة الله، موضحا أن الأصل في الاعتكاف أنَّه سنَّة وخصوصا في العشر الأواخر من رمضان؛ لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله ﷺ يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله ثمّ اعتكف أزواجه من بعده»، ولا يجب الاعتكاف إلا إذا كان نذرا، مستعرضا فضائل ومبطلات الاعتكاف.
وفي ذات السياق أوضح الشيخ كريم أبو زيد، الذي أدار الملتقى، أن مما ينبغي للعبد المؤمن أن يحرص عليه اغتنام مواسم الخيرات والطاعات والعبادات وإن من أهم وأفضل وأشرف هذه المواسم شهر رمضان المبارك ومن جملة بركات هذا الشهر الكريم العشر الأواخر منه حيث شرفها الله بأن جعل فيها ليلة هي خير من ألف شهر (ليلة القدر)، وقد كان للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله عليه وسلم أهمية خاصة قفد كان أشد ما يكون حرصًا فيها على الطاعة والعبادة من قيام وذكر ودعاء وغير ذلك من ألوان الطاعات والعبادات والقربات.
هذا، ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة.