د.حسن الصغير.. خطيب الجامع الازهر:
من جمال ما فرض الله علينا وسنّه من عبادات أنه وازن في مواسم الخير بين تيسير عبادته وصلاح الكون في نسق عظيم
مواسم الخير هي أزمنة جعلها الله تعالى مضامير لعبادته وصلاح للإنسان في دنياه وأخراه
موسم الحج من أهم مواسم الخير وإعجاز للشرع الحكيم لما فيه من طاعات وبركات لمن وفقه الله لآدائها
ألقي خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ودار موضوعها حول “مواسم الخيرات خير في الأولى والآخرة”.
وبدأ الأمين العام لهيئة كبار العلماء ، خطبته من الجامع الازهر بقوله: إن من جمال مافرض الله علينا ، وسنّه لنا من عبادات جعلها في مواسم للخير، أنه سبحانه وتعالى وازن في مواسم الخير بين تيسير عبادته والتقرب إليه ، وبين صلاح الكون وإصلاحه في نسق عظيم لا يصدر إلا من لدن حكيم خبير.
وأوضح د.الصغير، أن مواسم الخير هي أزمنة جعلها سبحانه وتعالى مضامير لعبادته وصلاح للإنسان في دنياه وأخراه، وموسم الحج واحد من أهم هذه المواسم فإذا تدبرنا هذه المواسم وقفنا على أنها إعجاز للشرع الحكيم، فهي مواسم للطاعات والبركات لمن وفقه الله لآدائها.
وطاف الأمين العام لكبار العلماء، حول آيات سورة المزمل؛ قال تعالى{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (٤)}، مضيفا: ففي السورة الكريمة موسم يومي للطاعة وهو الصلاة المفروضة، إضافة إلى نافلة قيام الليل في قوله تعالى {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ ..٢٠)}.
وأوضح أن الطاعة في قيام الليل تتفاوت بحسب ما وفق الله العباد لطاعته، وهناك خواسم أسبوعية للطاعة مثل صلاة الجمعة التي فرضها الله على كل من توافرت فيه الشروط، فمن مِنحه – جل في علاه- أن جعل اليوم كله موسما للطاعة والعبادة ينهل منه جميع العباد، ففي فضل يوم الجمعة قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وبّين د. الصغير، أن هناك مواسم كثيرة للخيرات على المسلم أن يغتنمها فإلى جانب الصلاة المفروضة والنوافل، وهناك الزكاة المفروضة على كل مسلم(حتى وإن لم يمتلك النصاب) والصدقات التي يتقرب بها المسلم إلى الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: من تصدق بعَدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل”، وكذا صيام النوافل وغيرها من الأعمال الصالحات التي ينبغي على العبد أن يكتسب ثوابها ويقدمها لحياته الآخرة قال تعالى “وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”
وختم الأمين العام لهيئة كبار العلماء، خطبته، بأننا قاب قوسين أو أدنى من خير أيام العام التي يكثر فيها الخير، قال المعصوم ﷺ في فضل عشر ذي الحجة؛ “ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ”، فيجب علينا أن نجاهد أنفسنا لاغتنام فضل هذه الأيام حتى نظفر بثوابها وفضلها.