حدَّدت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة 31 من أكتوبر 2025م، الموافق 9 من جمادى الأولى 1447هـ، بعنوان: “مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ”.
وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو التوعية بمخاطر الفكر المتشدد وأثره في إنهاك وفساد المجتمعات.
علما بأن الخطبة الثانية تحت عنوان: (التعامل اللائق مع السياح).
الخطبة الأولى: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
الهدف: التوعية بمخاطر الفكر المتشدد وأثره في إنهاك وفساد المجتمعات
الخطبة الثانية: التعامل اللائق مع السياح
الحمد لله رب العالمين، أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، وجعل أمتنا خير أمة، وأصلي وأسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فيقول مولانا تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ} [طه: ٢] ومن هذا الخطاب نعلم أن جوهر شريعة الإسلام التيسير، ومقصدها تحقيق ما فيه سعادة الإنسان، وتجنب ما فيه الشقاء.
ولتجنب الشقاء بالقرآن لا بد من صحة الفهم لتكاليف الله تعالى، وحسن الاستيعاب لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكمال الوعي بمقاصد الشريعة الغراء، من رفع الحرج ونفي المشقة وإزالة الضرر، والتزام التيسير وتجنب التعسير، وانتهاج التوسط وتنحية التشدد، وبيان الدين، وحمل أفعال الناس على المحامل الحسنة، وعدم الإسراع في التخطئة أو الرمي بالكفر؛ فإن هذا كله المعيار الصادق في البلاغ عن الله، والميزان العادل، في تحقيق ما يقصده القرآن، والقسطاس المستقيم في تطبيق ما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا فإن غياب هذا المعيار وفقدان هذا القسطاس، وما يترتب عليه من جلب الحرج والمشقة والإبقاء على الضرر، ورفع شعار التشدد والتعسير، بدعوى الحفاظ على الدين، ورمي أهل الإسلام بالكفر، وإخراجهم من دائرة الإسلام بفهمٍ مغلوط لنصوص الدين؛ لا يحقق مقاصد القرآن، بل يهدمها.
